اليمن.. رصاصات الحوثيين تقضي على أمل جيل كامل في التعليم

قضت رصاصات الحوثيين على أمل جيل كامل في التعليم

اليمن.. رصاصات الحوثيين تقضي على أمل جيل كامل في التعليم
صورة أرشيفية

تواصل ميلشيا الحوثي الإرهابية انتهاك حقوق الأطفال في اليمن ؛ حيث فرضت ترديد الصرخة الخمينية المستوردة من إيران، على الطلاب والطالبات في الطابور الصباحي، ضمن المدارس الحكومية والخاصة الواقعة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بدلا عن تحية العلم والنشيد الوطني".

مدارس بلا طلاب

ويشهد العام الدراسي الحالي غياب عدد كبير من الأطفال وذلك لإعالة أسرهم بعد أن تدهورت الأوضاع الاقتصادية بشكل غير مسبوق، ولم يعد الأب قادرًا على إعالة الأسرة وحده أو تحمّل تكاليف الدراسة في البلد الذي مزقته الحروب، حسبما أكدت وكالة فرانس برس، ويقول، مدين الذي ارتدى قميصا ممزقا، أشعر بالحزن لتغيبي عن الدراسة، قائلا "أصدقائي يدرسون وأنا لا ادرس، أصبحوا في الصفّ السابع وأنا خرجت من المدرسة لمساعدة والدي والإنفاق على أسرتي، مضيفًا، بعد غسيل السيارات، أتوجه لمساعدة والدي الذي يعمل في تصليح الأحذية عند ناصية أحد شوارع المدينة.

في السياق ذاته، لم يكن قرار الوالد عدنان (50 عاما) أمرا سهلا، ويقول إن ما دفعه لتوجيه أطفاله الثمانية إلى العمل بدلا من التعليم هو العبء المادي وتكاليف المستلزمات المدرسية التي لا يقدر على تحملها، ويضيف لوكالة فرانس برس "تخيّل أني أجني من هذا العمل ألفين أو ثلاثة آلاف ريال! (دولاران). ماذا ستكفي؟ لا تكفي لغداء أو عشاء أو إفطار ولا مصاريف المدارس"، ويتابع "الدراسة بحاجة إلى كتاب ودفتر وقلم بشكل مستمر طوال السنة"، مضيفا "كنت أريد الإنفاق على أولادي وتوفير احتياجات المدرسة والمنزل ولكن لم أستطع، نحن في حالة مزرية وفي وضع لا نحسد عليه"، ويؤكد الوالد بحسرة "لم أدرس وكنت أتمنى أن يكون أولادي أفضل مني، أنا وأولادي أصبحنا أميين، أنا رجل لا أستطيع القراءة والكتابة، وكنت أرغب أن يصبح ابني أفضل مني، ولكن الآن سيصبح مثلي مُصلح أحذية، هل يعقل أن يكون هذا وضع إنسان؟

أزمة حادة

مع بدء العام الدراسي الجديد، تقول منظمة "يونيسيف" إن اليمن يواجه "أزمة تعليمية حادة"، مشيرة إلى أن "النزاع والانقطاع المتكرر في التعليم في جميع أنحاء البلاد وتفتّت نظام التعليم أثّرت بشكل عميق على التعلّم وبشكل عام على التطوّر المعرفي والعاطفي، وعلى الصحة النفسية لـ10,6 مليون طفل في سن الدراسة في اليمن"، وتقدّر اليونيسف أن هناك "أكثر من مليوني طفل خارج المدارس، بزيادة تقارب نصف مليون منذ بدء النزاع في العام 2015"، وتشير المنظمة إلى أن "النزوح المتعدد وبُعد المدارس ومخاوف السلامة والأمن بما في ذلك مخاطر المتفجرات، والافتقار إلى المدرّسات، ومرافق المياه والصرف الصحي، عوامل تزيد من أزمة التعليم"، وبعد مرور أكثر من سبع سنوات على النزاع، واحدة على الأقل من كل أربع مدارس غير صالحة للاستخدام بسبب النزاع.

رصاصات الحوثي

وبدأ العام الدراسي في محافظة تعز الأسبوع الماضي، وتوجه أكثر من 500 ألف تلميذ وتلميذة إلى مقاعدهم الدراسية في ظروف قاسية، ويقول مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز، عبد الواسع شداد إن الحصار تسبّب في إعاقة الكثير من الطلاب ووصول المستلزمات الدراسية الرئيسية ومنها الكتاب المدرسي، وصول الكتاب المدرسي من محافظة عدن إلى هنا يكلف ضعف قيمته نتيجة لوعورة الطرق وصعوبة الوصول إلى هذا المكان (تعز)، وبالنسبة للطلاب والطالبات، فإنهم يواجهون مخاطر من نوع آخر، من بينها نيران القناصة والرصاصات العشوائية التي تهدد حياة الجميع، مؤكدًا أن مديرية التعليم وضعت حواجز ترابية لحماية الطلاب من الرصاصات أثناء ذهابهم وعودتهم من وإلى المدرسة.

هدنة فاشلة

وتشكو إشراق يحيى، وهي معلمة بمدرسة زيد الموشكي للبنات، من أن الهدنة "فاشلة بامتياز" على حد قولها، بسبب استمرار حصار المدينة ونيران القناصة، وتضيف "لا يزال الطلاب يتعرضون للقنص أثناء ذهابهم وعودتهم من المدارس، هناك أكثر من 3 طالبات تعرضن للقنص بعد خروجهن من المدرسة، وهناك طالبات تعرضن للقنص وهن في داخل الحافلة أثناء مجيئهن للمدرسة".

في السياق ذاته، تقول الطالبة ملاك فيصل، التي تودع والدتها كل يوم وتخشى ألا تعود، كما تقول، "التعليم واجب، ونحن نواجه الخطر كل يوم بذهابنا إلى المدرسة، عندما أخرج من البيت، أودع والدتي لأنني لا أضمن أن ألقاها مجددا، لأن القذائف والقناصة الذين يتواجدون جوار البيت لا يرحمون أحداً، ويعاني التلامذة في كل المناطق الأخرى سواء كانت تحت سيطرة الحوثيين أو تحت سيطرة القوات الحكومية من مشاكل تسرّب مدرسي ومعايشة للموت والحرب.