القمامة في شوارع وشواطئ الدوحة تهدد بموجة أكثر عنفًا لفيروس كورونا

القمامة في شوارع وشواطئ الدوحة تهدد بموجة أكثر عنفًا لفيروس كورونا
صورة أرشيفية

صور محزنة لشواطئ قطر الغارقة في القمامة، نتيجة إهمال الحكومة القطرية لكافة المرافق منذ تفشي وباء كورونا في البلاد، الأمر الذي يساهم في زيادة نسب التلوث ونشر الأمراض وعلى رأسها فيروس كورونا المستجد.


المواطنون في قطر وجهوا تحذيرات أكثر من مرة لوزارة البلدية والبيئة القطرية بسبب تقصيرها في إيجاد حلول لأزمات المخلفات وحماية الشوارع في ظل ضرورة مضاعفة الإجراءات الوقائية والتشديد على الحفاظ على النظافة العامة للأماكن التي تشهد تردد عدد كبير من المواطنين حتى لا تصبح بؤرًا تنشر الفيروس.

النفايات والمخلفات البيئية تفاقم من أزمة تفشي وباء كورونا

تقصير وزارة البلدية والبيئة القطرية أصبح أمرًا واضحًا يلحظه جميع المواطنين في قطر، وحتى بعد إعلانها عن بدء حملة توعوية بقانون النظافة العامة والتعريف بالمخالفات من خلال لوحات تعريفية بمختلف اللغات وعرض أفلام فيديو بشاشات مجمعات الخدمات الحكومية بالدولة.


فأحرجها مواطن قطري "أبو عبدالرحمن"، بالرد عليها بأن هذه الحملات ليس لها أي مردود فعلي بالواقع، مطالباً الوزارة بالتوقف عن تحصيل أموال من القطريين على أعمال غير مجدية.

وقال أبو عبدالرحمن: "روحوا لموا فلوس في الكورنيش والصناعية والأحياء الداخلية".

فرد حساب الوزارة على القطري قائلاً: "يرجى العلم أن وزارة البلدية والبيئة، تهدف بالأساس من وراء هذه الحملة الإعلامية توعية المجتمع ونشر ثقافة النظافة والحفاظ على البيئة، وتعديل السلوكيات الخاطئة بما يحفظ المظهر الحضاري لدولتنا الحبيبة قطر، شكرًا لتواصلكم".

وكان أعلن عدد كبير من القطريين عن غضبهم بسبب إنفاق الوزارة ملايين الريالات على مجسم موضوع على ساحة كورنيش الدوحة، لكي يدعو المواطنين للاسترخاء، لافتين أن تلك الأموال كان من الممكن إنفاقها على إزالة المخلفات والقمامة المنتشرة في عدة أماكن قطرية أفضل.

تعد ظاهرة انتشار النفايات والمخلفات البيئية من أبرز الأزمات التي تواجه بلديات قطر، بينما يحاول النظام القطري تصدير صورة مبهرة للعالم عن إمارته، تكشف تقارير وصور انتشار جبال القمامة ومكبات النفايات في الدوحة.

فيما تتقاعس وزارة البيئة في القضاء على الأزمة، ولاسيَّما في ظل ارتفاع أسعار شركات النظافة؛ ما أجبر المواطنين على استئجار سيارات لنقل القمامة على حسابهم الخاص، خوفًا من انتشار الأوبئة والأمراض، من حين للآخر.

الشوارع تمتلئ بالكمامات الملوثة.. وتهدد حياة القطريين

انتشار القمامة في الشوارع وعلى الشواطئ أصبح أمرًا يثير غضب القطريين؛ ما دفعهم للتساؤل عن كيفية استقبال قطر للمشجعين واللاعبين للمشاركة في مونديال قطر 2022 وشوارعها غارقة في بحور من القمامة.

مواقع التواصل الاجتماعي شهدت هجومًا حادًّا من النشطاء القطريين بسبب تقاعس وزارة البيئة في القضاء على الأزمة، ولاسيَّما في ظل ارتفاع أسعار شركات النظافة؛ ما أجبر المواطنين على استئجار سيارات لنقل القمامة على حسابهم الخاص، خوفًا من انتشار الأوبئة والأمراض، خاصة مع امتلاء الشوارع بكمامات ملقاة في كل مكان؛ ما يهدد بزيادة عدد المصابين بفيروس كورونا.

ومن جانبهم تقدم عدد من سكان منطقة "أم قرن" القطرية، بالكثير من الشكاوى حول تردِّي البنية التحتية للبلدية، مشيرين إلى أن الشوارع سيئة للغاية، وتنعدم بها الإضاءة بشكل كامل، خاصة الشوارع الجانبية، فضلاً عن عدم وجود صرف صحي ومجمعات تجارية ومحلات لتلبية متطلبات السكان.

كما أفادت مصادر بوجود نقص كبير في الخدمات وعدم وجود إضاءة في الشوارع ولوحات إرشادية، خاصة أن المنطقة تقع بالقرب من مجمع الظعائن وتشهد توافد العديد من الزوار عليها، فضلًا عن انتشار الإهمال الذي يضرب المنطقة وانتشار مخلفات المنازل والقمامة.

فيما يعاني سكان وادي أبا الصليل، أحد أبرز المناطق الصناعية في قطر، من انتشار مخلفات المصانع والشركات وإلقاء المواد الغذائية منتهية الصلاحية، ورغم تقدم المواطنين بالعديد من الشكاوى لم يتحرك ساكن لوزارة البلدية والبيئة في قطر.

وبالذهاب إلى منطقة "أم عبيرية" المدينة السكنية الحديثة، والتي ادعى تنظيم الحمدين تجهيزها على أحسن مستوى، فإن سكانها أكدوا افتقارها إلى العديد من الخدمات المدنية؛ إذ تفتقر للمدارس ما يجعلهم يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مدرسة، كما أن الخدمات الصحيّة غائبة، فلا يوجد بها مركز صحي واحد، فيما تنتشر الكلاب الضالة بالمنطقة؛ ما يهدد السكان.

تغرق الطرق الداخلية للمنطقة بالأمطار في موسم الشتاء خاصة منذ عامين، لعدم تجهيز الشوارع والطرق بفتحات البالوعات التي تتخلص من مياه الأمطار، وهو الأمر الذي يجعل سكان "أم عبيرية" يغرقون في مستنقع كبير.

بلدية بر الوكير.. تختفي عنها مظاهر المدنية والتحضر وتعبئ أجواءها آثار المخالفات البيئية التي تمتلئ بالعبوات والأكياس المتطايرة هنا وهناك، وتغرق وسط المئات من العبوات الغذائية منتهية الصلاحية، تم إلقاؤها في البر لتضاف إلى قائمة المخلفات المعروفة في البر بعيدًا عن أعين الرقابة وبكميات كبيرة تهدّد سلامة البيئة والمواطنين.

الاستياء من القمامة تحول إلى رعب بعد تفشي "كورونا"

من جانبه، يقول أحمد بن علي، 33 عامًا، في البداية وقبل أزمة كورونا كنا نشعر بالاستياء من كمية القمامة والتلوث في الشوارع والشواطئ، وتقاعس الدولة عن الاهتمام بالنظافة العامة والمظهر الحضاري لبلادنا.

وأضاف: أما الآن أضيف لشعورنا بالاستياء شعور بالرعب مع امتلاء الشوارع بالكمامات المستعملة والتي يزداد عددها بشدة في الأماكن المجاورة للمستشفيات؛ ما يؤكد إلقاء تلك المستشفيات لمخلفاتها دون إعدامها بالطريقة الصحيحة، ما يمثل خطورة بالغة ويهدد ببقاء فيروس كورونا في قطر حتى يقضي على الجميع.

وتابع بن علي: كنا فيما قبل تفشي وباء كورونا نستقدم عربات وعمالًا ليقوموا برفع القمامة من الشوارع المحيطة بمنازلنا، أما الآن نخشى أن نورطه في إصابة بفيروس كورونا في ظل التأكيدات من مسؤولية القمامة عن تفشي الوباء في عدة مناطق من قطر.

تسريح العمالة تسبب في غياب عمال النظافة.. وحملات التوعية لن تثمر

وفي السياق نفسه، أكد هاشم بن حسن، 40 عامًا، حاولت أكثر من مرة إرسال شكاوى على البريد الرسمي لوزارة البيئة بسبب إحاطة القمامة بمنازلنا وانتشار الحشرات، وبعد التزامنا بالتباعد الاجتماعي لشهور خوفًا من فيروس كورونا قررنا النزول للتمتع بأحد الشواطئ لنجد أن القمامة تنتشر في كل مكان بشكل يثير الرعب من فكرة الإصابة بفيروس كورونا.

وتابع: فهل نحن مطالبون بالبقاء في منازلنا للأبد خوفًا من القمامة وتداعيات انتشارها في شوارعنا وتقاعس المسؤولين عن أداء واجبهم ومسؤولياتهم، مضيفًا أنه قام بتصوير بعض الصور التي وصفها بالمحزنة ونشرها على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مؤكداً أن حملات التوعية والتثقيف لن يكون لها نتيجة في يوم وليلة في حل الأزمة.

وأضاف: جهود البلدية والبيئة محدودة للغاية، ولا توجد حاويات قمامة في كل مكان كما هو المفروض، وانتشار عمال النظافة أصبح أمرًا نادرًا بسبب تسريح العديد منهم وإعادتهم إلى بلدانهم رغم أهمية وجود عمال النظافة في الحفاظ على المظهر العام للبلاد.