قطر تبيع وهم "اللقاح التركي" لشعبها من أجل إرضاء "أردوغان"
مع تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في قطر، والكشف عن ضعف النظام الصحي في البلاد، والتدهور الشديد الذي تشهده حالياً، مع تعتيم إعلامي حول الأمر، اتخذت الدوحة حيلة جديدة لخداع شعبها.
الحيلة القطرية
بعد أن سجلت قطر ١٢٧ ألف حالة إصابة و٢١٦ وفاة في بياناتها المزعومة، حيث تفوق تلك الأرقام الحقيقية المضاعفة بين السكان، ما يجعلها بالنسبة لعدد المواطنين في قطر تحتل المرتبة الأولى في الإصابات مقارنة بعدد سكانها، بينما احتفت الصحف القطرية بما ادعته بأن الحكومة ستوفر اللقاح لفيروس كورونا لجميع المواطنين، مخفية الخدعة الكبيرة التي تتاجر فيها بشعبها.
وكشفت مصادر لموقع "العرب مباشر" أن الأخبار المتداولة بشأن أن قطر توزع لقاح كورونا على المواطنین والمقیمین قریبا غير حقيقية في الواقع، حيث إن الدوحة تقوم بتجربة اللقاح على شعبها، كونه لم یتعدى جمیع مراحل الاختبارات والاعتماد الدولي حتى الآن.
وأضافت المصادر: أن ذلك اللقاح الذي تم توفيره للقطريين، هو أحد اللقاحات التركية التي ما زالت قيد التجربة بأنقرة حتى الآن، بينما لم تعتمد منظمة الصحة العالمية أو أي من الجهات المسؤولة حتى الآن أي عقار أو لقاح يمكن للمواطنين الحصول عليه، إلا من خلال التجارب السريرية أو الإكلينيكية الجارية الآن.
وأوضحت أن ما تنفذه الحكومة القطرية حالياً ليس فقط خداعاً لشعبها، أو التقليل منه أمام تركيا، بل متاجرة بأرواحهم وأجسادهم أيضاً التي يفتك بها الفيروس الجديد.
توفير اللقاح المزعوم
على مدى الساعات الماضية، تداولت بشدة المواقع القطرية خبراً بعنوان "وزارة الصحة توفر لقاح كورونا لجميع سكان قطر مجاناً"، والذي تضمن تصريحاً للدكتور عبداللطيف الخال رئيس المجموعة الإستراتيجية الوطنية للتصدي لفيروس كوفيد-19 ورئيس قسم الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية الذي قال: إن وزارة الصحة ستوفر التطعيم من فيروس كورونا لجميع سكان دولة قطر، خادعاً المواطنين بقوله: إن الدوحة تسعى لتأمين كميات من التطعيم وذلك على مدار أسابيع وأشهر، بدون مقابل لأن هذا مهم للصحة الفردية والعامة والمجتمع.
وقال الخال: إن وزارة الصحة تبذل جهوداً كبيرة في محاولة الحصول على اللقاح فور توفره والحصول على الأسبقية في ذلك من خلال العقود التي تبرم مع الشركات المنتجة، وأن الوزارة تواصلت مع شركات الأدوية المعروفة بمنتجاتها المتميزة في التجارب المبدئية، وأن أدويتها آمنة وفعالة وحتى الآن المناقشة مستمرة مع عدد من الشركات وسيتم إبرام اتفاقيات أخرى، دون الكشف عن مصدر اللقاح الحالي.
اللقاح التركي
ويأتي ذلك بعد حوالي أسبوعين من التصريحات التركية بشأن اللقاحات الجاري تجربتها بها رغم تدهور الأوضاع فيها وفشل المنظومة الصحية في احتواء الأمر، حيث قال الرئيس رجب طيب أردوغان، في 21 سبتمبر الماضي، إنه تم نجاح تجربتين تجريهما مراكز الأبحاث التركية بهدف تطوير لقاح ضد مرض "كوفيد-19" المستهدف طرحه للاستخدام مطلع 2021"، أي أنه ما زال قيد التجربة ويحتاج لعدة خطوات قبل اعتماده دولياً.
وقال أردوغان: إن "منصة (كوفيد-19) التركية تعمل حالياً على ثمانية لقاحات مختلفة و10 مشروعات دوائية مختلفة، وأن اثنين من اللقاحات المرشحة أكملت الاختبارات على الحيوانات بنجاح، وحصل أحدهما على الموافقة للتجربة السريرية على البشر.
وكان أردوغان أعلن في 9 أغسطس الماضي أن بلاده قد أصبحت ثالث دولة تطور لقاحات ضد فيروس كورونا المستجد على الصعيد المحلي.
كورونا في قطر
رغم ما أعلنته قطر بشأن أوضاع كورونا فيها بأنه تم تسجيل ١٢٧ ألف حالة إصابة و٢١٦ وفاة؛ ما يشير إلى معدل وفيات بنسبة 0.17 %، الذي يتنافى مع الأرقام الحقيقية التي تم إخفاؤها، إلا أن خبراء الصحة في مؤسسة كورنرستون العالمية شككوا في مصداقية أرقام الوفيات في قطر، حيث يبدو أن معدل الوفيات البالغ 0.17 % "أقل من المتوقع بشكل كبير".
ووفقاً لمرصد جامعة جون هوبكنز، الذي يتعقب إصابات ووفيات "كوفيد-19" حسب الدولة، فإن قطر عانت عن ما لا يقل عن 216 حالة وفاة إجمالية و126339 حالة إصابة.
هذا ولم ترد وزارة الخارجية والسفارات القطرية في واشنطن وبروكسل وبرلين على طلب التعليق بهذا الشأن.
ووفقاً لإحصائية سابقة نشرها مركز الأمراض الانتقالية التابع لمؤسسة حمد الطبية بقطر، فإن نسب الإصابة بفيروس كورونا في الدوحة، وفقاً للجنسية، فإن "الهند: 32%، نيبال: %20، بنجلاديش: 18%، باكستان: 6%، الفلبين: 4%"، وهو ما يظهر أن العمال الأجانب من آسيا، هم الضحايا الأكبر للفيروس، حيث قدمهم تنظيم الحمدين كقرابين لكورونا، بعدما فشلت وسائلهم في منع تفشيه.