حصري.. اعتقال وتعذيب عامل في مخيمات قطر بعد حديثه لوسائل إعلام
تتواصل الانتهاكات والعنف ضد عمال قطر، ولاسيما بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، في المنطقة الصناعية لأعمال المنشآت، يعيش العمال بين الأمراض والحرمان من الأجور والاعتقالات التعسفية، يعاقبون على أخطاء لم يرتكبوها، ويدانون بأشياء ليست بأيديهم.
اختفاء العمال
كشفت مصادر مطلعة، عن مواجهة أحد العمال بالمنطقة الصناعية لأشد أنواع التعذيب، بعد اكتشاف تواصله مع جهات إعلامية أجنبية ونقله لها معلومات عن حقيقة الأوضاع داخل المخيمات.
المصادر أكدت لـ"العرب مباشر"، أن العامل اختفى من المخيمات لمدة ثلاثة أيام، ثم عاد وعليه علامات التعذيب على جسده، وبعد الإلحاح عليه في السؤال عن سبب علامات التعذيب كشف لزملائه حقيقة الأمر، لافتاً أن السلطات أطلقت سراحه كرسالة لباقي عمال المخيم حتى يصمتوا تماما عما يواجهونه من كوارث في مقرات تواجدهم.
الدفن السري
وتستمر حالات الوفيات بين العمال، حيث كشف سفير دولة بنجلاديش في الدوحة، عن وفاة قرابة ثلاثة عمال آسيويين وسط تكتم السلطات، وذلك بعدما انفردت "العرب مباشر" بتصريحات موظف خدمة الإسعاف القطري، عن إرغامه على نقل ثلاث جثث ودفنهم في مناطق نائية عن الدوحة.
تردي الأوضاع
ويواجه العمال النيباليون أوضاعا قاسية في قطر في ظل تفشي فيروس "كورونا" بينهم، دون تقديم أي رعاية صحية لهم، مما أدى إلى تفاقم تفشي الفيروس بين عمال منشآت كأس العالم.
ولكن مع ضرب جائحة الفيروس التاجي جميع أنحاء قطر وتأكد إصابة أكثر من 2000 حالة، قد تتدهور أوضاع العاملين المعيشية والصحية لا سيما مع ضيق فرص الحصول على الرعاية الصحية.
ويضيف التقرير أن قطر تتمتع بتاريخ طويل من إساءة معاملة العمال المهاجرين واستغلالهم، والذي حظي بإدانة دولية واسعة النطاق في السنوات الأخيرة.
الكلمات
وقد فاقم عدم قدرة حكومات جنوب آسيا على الضغط على قطر من أجل توفير حماية قوية للعمال، سوء المعاملة والذي بلغ في بعض الأحيان حد الاتجار بالبشر.
ملف سيئ السمعة
تتمتع قطر بتاريخ طويل من استغلال وسوء معاملة العمال الأجانب، والذي تم إدانته دوليًا على نطاق واسع في السنوات الأخيرة. وأدى عدم قدرة حكومات جنوب آسيا على الضغط على نظيرتها القطرية من أجل توفير حماية قوية لمنسوبيهم، إلى تفاقم ممارسات سوء المعاملة، التي وصلت في بعض الأحيان إلى عمليات تشغيل بالسخرة وما يترجم حرفيا إلى جرائم اتجار بالبشر.
ووفقاً لتقرير حديث لجلة "فورين بوليسي"، فإن مواقف حكومات جنوب آسيا تعكس إرادة سياسية واهنة بسبب ما تمثله التحويلات المالية للعاملين بالخارج من نسبة ضخمة في الناتج المحلي الإجمالي لبلادهم. وعلى الرغم من تواجُد أكثر من 35 مليون عامل أجنبي من جنوب آسيا في الكثير من بلدان المنطقة إلا أن الحالة القطرية تعد مثالًا صارخًا بسبب الحجم الهائل للقوى العاملة الأجنبية لديها مقارنة بعامة السكان، والمخيمات المكتظة التي يعيش فيها العمال الأجانب، والضغوط الزمنية في عمليات استكمال الإنشاءات الخاصة باستضافة بطولة كأس العالم التي تلوح في الأفق، والتي تعرض هؤلاء العمال الأجانب في قطر لمخاطر أعلى بأعداد ضخمة للإصابة بعدوى كوفيد-19.