الكشف عن خطة السنوار.. كيف مهد لهجوم 7 أكتوبر 2023 في الظلام
الكشف عن خطة السنوار.. كيف مهد لهجوم 7 أكتوبر 2023 في الظلام

أحداث السابع من أكتوبر 2023 ما زالت تكشف عن المزيد بشكل عام داخل حركة حماس، حيث من حين إلى آخر يتم الكشف عن تفاصيل وأسرار الأحداث بشكل كبير، ومؤخرًا وفي تقرير تناول أسرارًا جديدة من داخل حركة حماس، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن مراسلات وصفتها بأنها "خطة استراتيجية محكمة" قادها يحيى السنوار، قائد الجناح العسكري لحركة حماس.
الوثائق، التي سربتها مصادر مجهولة، تكشف عن كيفية استغلال حركة حماس لهجوم "حارس الأسوار" الإسرائيلي في عام 2021، وتوظيفه كمقدمة للهجوم اللاحق، الذي أصاب إسرائيل بصدمة غير مسبوقة.
استغلال الثغرات والتخطيط بعناية
بحسب الوثائق المسربة، كانت الاستراتيجية الأساسية لحماس هي استثمار أي حالة من التهدئة أو الهدنة التي قد تحدث إثر تصعيد عسكري، وتظهر المراسلات التي تمت بين السنوار وبعض قيادات الحركة في غزة وطهران، أن "وقف إطلاق النار" الذي أعقب الهجوم الإسرائيلي في 2021 كان بمثابة ساحة مثالية لبث شعور زائف بالطمأنينة في المجتمع الإسرائيلي، وهو ما استغلته حماس لتوسيع قدراتها العسكرية بشكل غير ملحوظ.
وتقول إحدى الوثائق التي حملت توقيع السنوار نفسه، إنه رأى في "الهدنة" نتيجة استراتيجية تمنح حماس "مكاسب مزدوجة"، في الوقت الذي اعتقدت فيه إسرائيل أنها ألحقت ضررًا فادحًا بحركة حماس، استمرت الحركة في تعزيز مواقعها وتوسيع قدرتها على تنفيذ عمليات نوعية، وهو ما تحقق بعد عامين من تلك الهدنة في الهجوم المروع على الأراضي الإسرائيلية.
الوهم الإسرائيلي "انهيار داخلي قادم"
من خلال المراسلات بين السنوار ورئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، الذي قتل في طهران في وقت لاحق، كتب السنوار في أحد رسائله: "إذا قرر الاحتلال الإسرائيلي المضي قدمًا في هذه الهدنة، سيتسبب ذلك في عزلته وانفصاله عن العالم، ما سيؤدي إلى انقسام داخلي وحرب أهلية".
الرؤية الاستراتيجية تشير إلى نية حماس في دفع إسرائيل نحو أزمة داخلية تتسبب في انهيار النظام السياسي والاجتماعي الإسرائيلي، مستغلة كل ثغرة تفتحها العمليات العسكرية الماكرة.
كما أضاف السنوار في المراسلات أنه رغم الترويج الإسرائيلي لنجاح عمليات "حارس الأسوار"، فإن حماس كانت على دراية تامة أن الكثير من الأهداف التي زعمت إسرائيل تدميرها، مثل شبكة الأنفاق الهائلة في غزة، لم تتعرض سوى لأضرار طفيفة.
خداع التكتيك والهجوم الكاسح
يعتبر الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023 تصعيدًا متعمدًا ومخططًا له منذ سنوات، حيث بدأ التحضير له من خلال خداع قوات الاحتلال الإسرائيلي بأنها قد نجحت في تدمير قدرات الحركة.
على الرغم من تأكيدات الجيش الإسرائيلي بأن عمليات تدمير الأنفاق قد نجحت، إلا أن المراسلات تكشف عن تأكيدات حماس بقيادة السنوار على أن هذه الأنفاق كانت شبه سليمة، وأن الكثير من أنظمة التسلح والقدرات العسكرية التي استخدمتها الحركة كانت مخبأة بأمان، جاهزة لليوم الذي يتم فيه إطلاق الهجوم الكبير.
الهجوم ليس حدثًا عفويًا، بل كان تتويجًا لسنوات من التصعيد المتواصل بين حماس وإسرائيل، بدءًا من عملية "سيف القدس" التي شنتها حماس في مايو 2021، بسبب ما اعتبرته الحركة استهدافًا للمقدسات في القدس، وعملية "حارس الأسوار" التي شنها الجيش الإسرائيلي ردًا على الهجمات الصاروخية من قطاع غزة كانت بمثابة الفصل الأول في صراع أوسع.