مصر وقطر ينجحان في تمديد الهدنة وسط تصاعد التوترات
مصر وقطر ينجحان في تمديد الهدنة وسط تصاعد التوترات

نجحت جهود الوساطة المصرية والقطرية في تذليل العقبات التي هددت تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ مما أدى إلى تمديد الهدنة رغم أجواء التوتر المتصاعدة.
وأكدت مصادر مطلعة، أن الوساطات المستمرة أسهمت في تجاوز الخلافات بين الأطراف المعنية، وأعادت مسار الاتفاق إلى طبيعته، وسط تأكيد حركة حماس التزامها ببنود الاتفاق، بينما التزمت إسرائيل الصمت دون إصدار أي تعليق رسمي.
وأفادت وسائل إعلام مصرية، بأن القاهرة والدوحة تمكنتا من دفع الطرفين نحو الالتزام بتنفيذ بنود الهدنة، حيث نقلت قناة "إكسترا نيوز" المصرية عن مسؤول مطلع قوله: "نجحت الجهود المصرية القطرية في تذليل العقبات التي كانت تواجه استكمال تنفيذ وقف إطلاق النار، مع تأكيد الطرفين التزامهما بمواصلة تنفيذ الاتفاق".
رد حماس وإسرائيل
في المقابل، ذكرت قناة الجزيرة ،أن بيانًا رسميًا مرتقبًا سيؤكد توافق الأطراف على تنفيذ بنود الهدنة، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفى هذا التقرير دون تقديم تفاصيل إضافية.
ومن جانبها، أكدت حركة حماس، في بيان رسمي، استمرارها في تطبيق الاتفاق وفق الجدول الزمني المتفق عليه، بما في ذلك تبادل الأسرى.
وأشارت، أن المباحثات التي جرت في القاهرة كانت "إيجابية" وأسهمت في حلحلة الجمود الذي كاد أن يؤدي إلى انهيار الاتفاق.
ورغم هذه الجهود، أعلنت حماس تأجيل تسليم دفعة من الرهائن الإسرائيليين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت المقبل، بسبب ما وصفته بخرق إسرائيل للاتفاق.
جاء ذلك في ظل تهديدات نتنياهو بإنهاء الهدنة واستئناف العمليات العسكرية إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن وفق الجدول الزمني المحدد.
وكان الاتفاق، الذي وقع بوساطة مصرية وقطرية وبدعم من الولايات المتحدة، قد دخل حيز التنفيذ منذ 19 يناير، وتمتد مرحلته الأولى لـ16 يومًا، على أن تليها مفاوضات غير مباشرة حول المرحلة الثانية، التي لم تبدأ حتى الآن بسبب التعثر السياسي والتوترات الميدانية.
وشمل الاتفاق حتى الآن إطلاق سراح 16 رهينة إسرائيليًا من أصل 33 مشمولين بالمرحلة الأولى، مقابل إفراج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين، كما أطلقت حماس خمسة رهائن تايلانديين لم يكونوا ضمن الاتفاق الأساسي.
جدل المساعدات الإنسانية
على صعيد آخر، يستمر الجدل حول إدخال المساعدات الإنسانية والمعدات الثقيلة إلى قطاع غزة، حيث أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، عومر دوستر، أن "لا معدات ثقيلة ستدخل عبر معبر رفح"، نافياً وجود أي تنسيق حول إدخال كرفانات أو معدات إعادة الإعمار. في المقابل، أكد مصدر فلسطيني لوكالة فرانس برس أن الوسطاء يعملون على ضمان إدخال المساعدات الإنسانية والطبية وفق البروتوكول الإنساني المتفق عليه.
وفي ظل هذه التطورات، تتزايد التساؤلات حول مستقبل الهدنة وإمكانية تمديدها لفترة أطول، لا سيما أن مفاوضات المرحلة الثانية لم تبدأ بعد، مما يترك الباب مفتوحًا أمام مزيد من التعقيدات والاحتمالات.
وفي هذا السياق، قال الباحث السياسي أيمن الرقب، إن تمديد الهدنة يعكس نجاح الدبلوماسية المصرية والقطرية في تحقيق تهدئة مؤقتة، لكنه أشار إلى أن العقبات ما تزال قائمة، خصوصًا مع عدم بدء مفاوضات المرحلة الثانية، وأضاف: "يبدو أن إسرائيل تراوغ لكسب الوقت، بينما تحاول حماس فرض التزامات جديدة لضمان تنفيذ الاتفاق بشكله الكامل".
وأوضح الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن الوضع يبقى هشًا، خاصة مع تهديدات نتنياهو المستمرة بإنهاء الهدنة، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد عسكري جديد، وتابع قائلاً: "ما لم تكن هناك ضغوط دولية واضحة على إسرائيل للالتزام بالاتفاق، فإن فرص انهيار الهدنة تبقى قائمة في أي لحظة".