رفض استقبال الجرحى.. أكبر مستشفيات في غزة تتوقف عن العمل وتهدد الآلاف بالموت
أكبر مستشفيات في غزة تتوقف عن العمل وتهدد الآلاف بالموت
أغلق مستشفيان رئيسيان في شمال غزة أمام المرضى الجدد وسط الغارات الجوية الإسرائيلية والقتال العنيف حول كلا المرفقين، حيث تُرك الطاقم الطبي بدون أكسجين أو إمدادات طبية أو وقود لتشغيل الحاضنات.
انهيار المستشفيات
وأكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الاشتباكات العنيفة حول أكبر مستشفى في غزة، وهي مستشفى الشفاء، ومنشأة رئيسية أخرى، مستشفى القدس، بينما تواصل إسرائيل هجومها ضد حماس في المنطقة.
وقالت منظمة الصحة العالمية، الأحد، إنها تمكنت من الاتصال بمستشفى الشفاء بعد ثلاثة أيام من انقطاع الكهرباء والماء والإنترنت، وأن “المستشفى لم يعد يعمل كمستشفى بعد الآن”.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على موقع X، تويتر سابقًا: “أدى إطلاق النار المستمر والتفجيرات في المنطقة إلى تفاقم الظروف الحرجة بالفعل. ومن المؤسف أن عدد الوفيات بين المرضى ارتفع بشكل ملحوظ.
وتابع: "لا يمكن للعالم أن يقف صامتا بينما تتحول المستشفيات، التي ينبغي أن تكون ملاذا آمنا، إلى مشاهد الموت والدمار واليأس".
كما دعا جوكو ويدودو، رئيس إندونيسيا، التي تضم أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم، إلى وقف إطلاق النار. وفي حديثه في الرياض قبل لقائه مع جو بايدن في واشنطن يوم الاثنين، قال ويدودو: "يجب تنفيذ وقف إطلاق النار قريبًا، ويجب علينا أيضًا تسريع وزيادة حجم المساعدات الإنسانية، ويجب أن نبدأ مفاوضات السلام".
انتقادات دولية
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن هجمات حماس على إسرائيل، والتي قتلت فيها الجماعة المسلحة 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، لا تبرر العقاب الجماعي للفلسطينيين.
وتابع لشبكة CNN: “لا يمكنك استخدام الأشياء المروعة التي فعلتها حماس كسبب لعقاب جماعي للشعب الفلسطيني”.
ونفى الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتزوغ، أن تكون القوات الإسرائيلية قد استهدفت مستشفى الشفاء، وادعى أن "كل شيء يعمل" في الموقع.
وقالت إسرائيل إن الأطباء والمرضى وآلاف الأشخاص الذين تم إجلاؤهم والذين لجؤوا إلى المستشفيات في شمال غزة يجب أن يغادروا عبر "ممرات إنسانية" رتبتها قواتها حتى تتمكن من التعامل مع مسلحي حماس الذين، كما تقول، وضعوا مراكز قيادة تحتها وحولها.
وقال اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "نحن ندرك أن الأمر فظيع للغاية، وهو أمر ساخر للغاية من جانب حماس".
وتنفي حماس استخدام المستشفيات بهذه الطريقة. ويقول الطاقم الطبي إن المرضى قد يموتون إذا تم نقلهم، ويقول المسؤولون الفلسطينيون إن النيران الإسرائيلية تجعل مغادرة الآخرين أمراً خطيراً.
ضغوط وقف إطلاق النار
وأكدت الصحيفة البريطانية، أنه مع دخول الحرب أسبوعها السادس، تتزايد الضغوط على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار، حيث يعرب حلفاء مثل الولايات المتحدة وفرنسا عن قلقهم المتزايد إزاء عدد القتلى منذ بدء الهجوم الإسرائيلي. لكن المستشار الألماني، أولاف شولتز، تبنى يوم الأحد نبرة مختلفة، قائلا إنه لا يعتقد أن وقف إطلاق النار أو "التوقف الطويل" سيكون صحيحا.
وأضاف أن "هذا سيعني في نهاية المطاف أن تترك إسرائيل لحماس إمكانية استعادة الصواريخ الجديدة والحصول عليها"، داعيا بدلا من ذلك إلى "هدنة إنسانية".
وقال جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن القتال في غزة "يؤثر بشدة على المستشفيات ويسبب خسائر مروعة في صفوف المدنيين والطواقم الطبية". وأدان حماس لاستخدامها المستشفيات والمدنيين “كدروع بشرية” وحث إسرائيل على إظهار أقصى درجات ضبط النفس.