كيف أصبح تدمير قطاع غزة استراتيجية ممنهجة لإسرائيل واهداف متباينة؟
أصبح تدمير قطاع غزة استراتيجية ممنهجة لإسرائيل واهداف متباينة
هل تحولت استراتيجية إسرائيل في حرب قطاع غزة من القضاء على حركة حماس إلى تدمير البنية التحتية في قطاع غزة، ذلك ما تك الكشف عنه مؤخراً في ظل ممارسة الجيش الإسرائيلي إلى عدة أهداف في ضرب البنية التحتية للضغط علي مواطني قطاع غزة النازحين والمحاصرين منذ أكثر من 8 أشهر.
ويعاني سكان قطاع غزة من تداعيات الحرب المدمرة التي بدأت في السابع من أكتوبر العام الماضي، حيث المساعدات لا تكفي للسكان المتواجدين في القطاع والمقدرين بما قرب من 2 مليون مواطن، ومع استمرار الحرب باتت البنية التحتية لمحطات المياه والكهرباء خارج الخدمة.
تدمير 67% من قطاع غزة
ومؤخرًا تم الكشف عن انهيار قطاع غزة بنسبة تجاوزت الـ 67%، وقد أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن اسرائيل دمرت 67 % من البنية التحتية لقطاع غزة منذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي.
وشملت التدمير طرق ومرافق عامة ومنتزهات وآبار المياه ومضخات الصرف الصحي، حيث أعلنت بلديات قطاع غزة من جانبها أن جميع آبار المياه ومضخات الصرف الصحي دمرها جيش إسرائيل بشكل كامل، وأن عملية ضخ مياه الصرف الصحي متوقفة منذ ثمانية أشهر، بسبب تدمير القوات الاسرائيلية للبنية التحتية ونفاد الوقود، مما تسبب في غرق مناطق واسعة من قطاع غزة بمياه الصرف الصحي، مؤكدة أن جميع مناطق القطاع بلا مياه بعد توقف 90 % من الآبار، بسبب القصف الإسرائيلي ونفاد الوقود.
تغير استراتيجية الحرب
وبينما لا تلوح في الأفق نهاية للحرب فقد تغيرت الاستراتيجية والتحول عن الهجمات البرية والجوية واسعة النطاق التي سوت جزءًا كبيرًا من القطاع بالأرض وقتلت عشرات الآلاف من الأشخاص، سيمثل "علامة بارزة" في الحرب.
ومن شأن ذلك أن يوفر فترة راحة محتملة للمدنيين الذين أمضوا أشهر في خط النار، ويسمح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية وربما يهز الجهود الدبلوماسية المتوقفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس.
ويقول الباحث السياسي واستاذ العلوم السياسية أيمن الرقب: إن جزءًا كبيرًا من استراتيجية إسرائيل في الحرب هي تدمير قطاع غزة بحيث لا يوجد به أى سكان أو تواجد لمواطني فلسطين بهدف احتلال القطاع، وهو واضح للجميع بداية من تدمير نهائي لمعبر رفح البري، وتدمير الطرق والبحث عن الاقتراب اكثر من خلق طرقاً جديدة تخدم مصالحها.
وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن إسرائيل بالتزامن مع العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة، واصلت توسيع المنطقة العازلة المحيطة بمحور نتساريم، حيث أقام الجيش الإسرائيلي شارعًا يقسم القطاع، وبدأ عمليات تجريف ونسف لمبانٍ ومنشآت محاذية له، وبناء سياج أمني شرق مخيمات المغازي والبريج وسط قطاع غزة، تحت غطاء عمليات قصف وتجريف واسعة للمناطق الزراعية والسكنية في تلك المناطق.
بينما أكد الباحث السياسي عادل الزعنون، أن المخطط الإسرائيلي يسعي بشكل واضح لان يقلص مساحة القطاع، إذ أشارت تقديرات سابقة إلى أن المنطقة العازلة التي يسعى الجيش الإسرائيلي لإنشائها تشكل نحو 16% من غزة، فيما يمكن أن تزداد تلك المساحة عبر ضم أجزاء جديدة من جانب معبر رفح ومحور فيلادلفيا.
وأضاف الزعنون -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن إسرائيل دمرت جميع المباني السكنية القريبة من الحدود الشمالية والشرقية لها، من أجل ذلك الهدف، كما أنها تقوم حاليا بتدمير المباني القريبة من الحدود المصرية على محور فيلادلفيا، والهدف الأول بالنسبة لإسرائيل يتمثل في تقليص مساحة القطاع ما يزيد من حالة الانفجار السكاني، وبالتالي دفع السكان نحو الهجرة للخارج في إطار مخططات الأحزاب اليمينية بالائتلاف الحكومي.