الجماعة تلفظ آخر أنفاسها... ما تداعيات دعوة أردوغان للشيخ محمد بن زايد؟
يعيش عناصر جماعة الإخوان في تركيا حالة من الخوف والترقب
تعيش جماعة الإخوان الإرهابية حالة من التوتر والترقب الشديد، نتيجة الدعوة التي وجهها الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان، إلى الشيخ محمد بن زايد لزيارة تركيا، والتي سبقها مكالمة هاتفية بين الطرفين من شهور، وزيارة سفير أنقرة للقاء مع الشيخ محمد بن زايد منذ يومين، كل هذه التطورات جعلت جماعة الإخوان الإرهابية في حالة من التخوف لفتح العلاقات التركية العربية ، بعدما بذلت تركيا الكثير من المساعي والتوددات لإعادة العلاقات مع الدول العربية لاسيما الإمارات، بعدما أهدر الرئيس التركي تلك العلاقات بسبب ممارساته العدائية على مدار العقد الأخير، واضطر أردوغان نفسه لتقديم الكثير من التنازلات أملا في إعادة هذا الوئام والتقارب مع الإمارات.
تودد تركيا
ومنذ يومين قبل الزيارة المرتقبة التي دعا أردوغان فيها الشيخ محمد بن زايد، وجه ولي عهد أبو ظبي دعوة للمبعوث التركي لدى الإمارات، ليبعث من خلاله رسالة يحدد فيها شروط الإمارات لأجل الموافقة على دعوة أردوغان وكذلك، شددت الإمارات على ضرورة التزام تركيا بالشروط الإماراتية، وعلى رأسها إخراج المرتزقة الذين دفعت بهم أنقرة إلى ليبيا وسوريا، الأمر الذي جعل كافة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان في حالة من التخوف الشديد نتيجة التغييرات السياسية والإستراتيجية التي طرأت على المنطقة، وجعلت تركيا في موقف من الضعف وهى من تتودد لعودة العلاقات مجددا مع الدول العربية، بعد الخسائر التي عادت عليها من العلاقات المشبوهة مع الإخوان وكل المتحالفين معهم.
توتر الإخوان
يقول الدكتور إبراهيم ربيع، الخبير المتخصص في شؤون الجماعة الإرهابية: إن جماعة الإخوان تعيش حالة من الاضطرابات الشديدة نتيجة للخلافات الداخلية التي يشهدها التنظيم في تلك الفترة الحالية، بالإضافة إلى حالة المطاردة التي تعيش فيها الجماعة الإرهابية وعناصرهم في الخارج، نتيجة للتودد التركي المستمر مع الدول العربية وعلى رأسها الإمارات ومصر والسعودية وغيرهم، وإن كان هذا سيكون هو بمثابة مقتل للجماعات الإرهابية ككل في الفترة الحالية، وخاصة أن تلك الدول لها شروطها إذا عادت العلاقات بينها وبين تركيا.
وأضاف الخبير المتخصص في شؤون الجماعة الإرهابية في تصريح لـ"العرب مباشر"، أن تنازلات تركيا ومحاولة فتح العلاقات مع الدول العربية، هي أكبر خسارة لجماعة الإخوان، وجعلت عناصر الجماعة الإرهابية المتواجدين في تركيا في حالة من توتر وترقب شديد، وخاصة بعد دعوة النظام التركي للشيخ محمد بن زايد، بل وسيعقبها زيارات أخرى من باقي الدول المختلفة، والتي تعد هي أكبر ضربة وصفعة للجماعة الإرهابية وكل ما كانوا يسعون له في الفترات الماضية.
محاولة القفز
وسبق أن كشف العديد من التقارير الإعلامية أنه تجتهد أنقرة في محاولة القفز على الخلافات التي تسببت فيها سياساتها بالشرق الأوسط، بعد أحداث ما يسمى "الربيع العربي"، حين انقلبت سياساتها من "صفر مشكلات مع دول الجوار" إلى التدخل المباشر في شؤون دول المنطقة والتوجه التوسعي عبر التموضع عسكريًا في سوريا وليبيا وتوسيع الوجود العسكري القائم في شمالي العراق، فضلاً عن استعداء القوى الإقليمية الكبرى.