مخاوف في صفوف حزب الله من استهداف إسرائيلي لكبار القادة وعلى رأسهم نصرالله.. ماذا يحدث؟
مخاوف في صفوف حزب الله من استهداف إسرائيلي لكبار القادة وعلى رأسهم نصرالله
في تحول دراماتيكي للأحداث، تعيش قيادات حزب الله حالة من القلق المتزايد بعد نجاح إسرائيل في اغتيال أحد أبرز قادتها، الحاج طالب سامي عبد الله، هذا الحدث، الذي يمثل نقطة تحول في الصراع الدائر، يسلط الضوء على القدرات الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية ويثير تساؤلات حول الردود المحتملة ومستقبل التوترات في المنطقة.
*رعب وتوتر*
أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست"، بأن الأوساط القيادية في حزب الله تشهد حالة من الرعب والتوتر بعد الضربة الإسرائيلية الناجحة التي أدت إلى مقتل القيادي البارز، الحاج طالب سامي عبد الله. العملية، التي تمت بدقة استخباراتية وتكتيكية عالية، تعكس مدى الاختراق الذي حققته إسرائيل في صفوف الميليشيا.
ردًا على الاغتيال، أطلق حزب الله ما يقارب 250 صاروخًا باتجاه الأراضي الإسرائيلية الشمالية؛ مما أدى إلى تعطيل الحياة اليومية، وإطلاق صافرات الإنذار، واندلاع الحرائق، هذه الهجمات، التي تأتي كرد فعل مباشر على فقدان أحد أهم رموزها العسكرية، وتشير إلى مدى الصدمة والتأثير الذي خلفه الاغتيال في صفوف الميليشيا.
*من هو القيادي المستهدف من حزب الله*
عبد الله، الذي يعتبر مكافئًا لرتبة عميد في الجيش، كان مسؤولاً عن تنسيق وقيادة الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل لأكثر من عقدين، ولعب دورًا حاسمًا في حرب لبنان الثانية وفي تطوير القدرات الصاروخية للميليشيا.
العملية الإسرائيلية، التي تمت بالتعاون بين قيادة المنطقة الشمالية، مديرية الاستخبارات، وسلاح الجو، تعتبر دليلاً على الكفاءة العالية والتنسيق المحكم بين مختلف فروع الجيش الإسرائيلي.
وقد أثارت هذه العملية مخاوف جدية داخل حزب الله، مما يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي قد تمكن من اختراق شبكاتهم وأنظمتهم بشكل فعال.
*مخاوف من استهداف نصرالله*
البروفيسور أماتسيا بارام، في تحليله للوضع، يؤكد أن هذه العملية تعزز القلق داخل قيادة حزب الله، وتجعل الأمين العام للميليشيا، حسن نصرالله، يدرك بشكل متزايد أن سلامته شخصيًا قد تكون معرضة للخطر.
بارام يشير أيضًا إلى أن الردود المحتملة من حزب الله قد تكون محدودة ومقيدة، حيث يحاول الحفاظ على مستوى معين من الاشتباك دون التصعيد إلى حرب شاملة.
وفقًا لبارام، من المحتمل أن تزيد حزب الله من نطاق النيران ردًا على الاغتيال، لكن من غير المرجح أن تتجاوز خطوطًا حمراء معينة قد تبرر ردًا إسرائيليًا أكبر، ويعتقد أن حزب الله، على الرغم من استعداده لحرب واسعة النطاق، يفضل تجنبها بسبب التهديدات الإقليمية والدولية المتزايدة.
*التحليل الاستراتيجي*
البروفيسور أماتسيا بارام يعتقد أن هذه العملية تعكس مدى الاختراق الذي أحرزته إسرائيل في شبكات حزب الله، مما يثير القلق داخل قيادتها. ويشير إلى أن حسن نصرالله، الأمين العام للميليشيا، قد يشعر الآن بأن سلامته الشخصية مهددة بشكل مباشر.
ولفت بارام، إلى أنه "في المرة الأخيرة التي قضينا فيها على كبار قادة حزب الله، زاد الأخير من حجم النيران وأطلق المزيد من الصواريخ والقذائف على إسرائيل، ومع ذلك، لم يتجاوزوا الخطوط الحمراء غير المعلنة"، مشيرًا إلى أن "حزب الله قد يقوم بزيادة نطاق النيران، لكن لن يقوم بتوسيع المدى بشكل كبير. النقطة المهمة هي نوع الأهداف التي يحاولون ضربها. وحتى الآن، لم يحاول ضرب هدف مدني كبير، بل حاول ضرب عدد قليل من الأهداف العسكرية، وهو الخط الحاسم الذي يفصل بين استفزاز إسرائيل وبدء حرب واسعة النطاق".
وأكد أن "حزب الله مستعد لحرب واسعة النطاق لكنه لا يريدها، وبالتالي لن يحاول مهاجمة أهداف مدنية"، مبينًا أنه "من وجهة نظرهم، فإن بدء الحرب سيكون خطأ كبيرًا، حيث سيكون لدى الولايات المتحدة حينها شرعية للانضمام إلى القتال. في المقابل، إذا بدأت إسرائيل الحرب، فلن يضطر الأمريكيون إلى الانضمام إلى القتال".
*تكرار سيناريو 7 أكتوبر*
في السياق ذاته، كشفت قناة 12 العبرية عن معلومات تفيد بأن حزب الله اللبناني كان على وشك تنفيذ غزو لإسرائيل عبر "قوة الرضوان"، النخبة الضاربة للميليشيا، قبل هجوم حماس المفاجئ في 7 أكتوبر، وعلى الرغم من الحرب في غزة، يبدو أن خطة حزب الله لم تُلغَ بل دخلت في حالة تجميد مؤقت.
وفقًا لتقديرات خبير عسكري إسرائيلي، ما تزال قوة الرضوان قادرة على تنفيذ خطة الغزو في الشمال، وإن كانت بصورة أكثر محدودية. يُتوقع أن يشمل الهجوم الافتتاحي لحزب الله غزوًا بريًا محدودًا، كجزء من خطته الأصلية، وهو سيناريو ما يزال قائمًا على الرغم من تعزيز القوات الإسرائيلية منذ الهجوم.
الخبير العسكري الإسرائيلي حذر من الاستهانة بالقدرة الهجومية لـ"قوة الرضوان"، مشيرًا إلى أنها قد تستخدم طائرات بدون طيار لإطلاق النار على القوات الإسرائيلية، وتحت هذا الستار، قد تحتل منطقة معينة، مما قد يغير مجرى الحرب.
من جانبه، أشار العميد ناجي ملاعب، الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني، إلى أن إسرائيل تستعد بـ10 آلاف صاروخ وفرقة اقتحام بري للجنوب، وقد رصدت حوالي 5 مليارات دولار لتعزيز صواريخ القبة الحديدية استباقًا لأي رد من حزب الله، وتخشى إسرائيل من تكرار سيناريو 7 أكتوبر، وتسعى لتنظيف الأرض والاستعداد للحسم والدخول إلى الأراضي اللبنانية، بالتزامن مع عملية محتملة في الجولان.