شباب تركيا يرفضون استمرار أردوغان على كرسي الحكم
حرب بدأت مبكرًا بين السلطات التركية والشباب الأتراك بعد أن أعلن ملايين الشباب رفضهم لإعادة انتخاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرة أخرى، الشباب التركي بدأ التجمع على منصات التواصل الاجتماعي ودشنوا وسم باسم "الفاشي" وآخر باسم "لا تلمسوا مواقع التواصل الاجتماعي"، معلنين عن رغبتهم في وقف قوانين يسعى حزب العدالة والتنمية لسنها من أجل السيطرة على حرية الرأي في مواقع التواصل الاجتماعي، جميع المؤشرات تؤكد أن هناك هبوطًا حادًا في شعبية أردوغان في تركيا ورغبة معظم الشعب التركي في عدم انتخابه مرة أخرى بعد أن تسبب في انهيار اقتصادي غير مسبوق وورط الدولة التركية في صراعات مع دول الجوار ودول أوروبية بل ومعظم دول العالم، تلك الصراعات التي قد تتسبب في عودة تركيا عشرات الأعوام إلى الوراء وتتسبب في فرض عقوبات قاسية عليها.
شبان أتراك ينتفضون ضد أردوغان ويخبرونه وجهًا لوجه.. "ستفشل في الانتخابات"
صدمة كبرى تعرض لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثناء لقائه المباشر عبر الفيديو مع شباب أتراك عندما أخبروه علانية أنهم لن يصوتوا له في الانتخابات المقبلة، كانت الصدمة أثناء تنظيم الرئاسة التركية لقاء لأردوغان مع مجموعة من الشباب عبر تقنية الفيديو كونفرانس ليجيب عن أسئلتهم حول البطالة والاقتصاد وغيرها من القضايا المهمة بالنسبة للشباب التركي.
وفوجئ المنظمون بانهمار التعليقات الغاضبة التي وصلت إلى 342 ألف تعليق، يتوعد فيها الشباب أردوغان بالفشل في الانتخابات المقبلة، قبل أن ينتبه القائمون على البث، ويغلقوا خاصية "التعليق".
وتبين أن عدد الرافضين يفوق بأضعاف عدد المعجبين به، كما تزايدت التعليقات التي عبرت عن رفضها له، والتي تتوعد بعدم بقائه في السلطة بعد ذلك، من قبيل: "ليس هناك تصويت لك مرة أخرى"، و"سنتقابل في صناديق الاقتراع"، بعد أن تمنى أردوغان للشباب مستقبلاً باهراً ومزيداً من النجاح والطموحات، لكن تزايد التعليقات الرافضة دفعت القائمين على البث لإغلاق خاصية التعليق، ليسير الحوار من طرف واحد مع الشباب المختارين للمشاركة، ويتم إنهاء البث، وحمّل حزب العدالة والتنمية مسؤولية الهجوم الشبابي ضد أردوغان لحركة الخدمة التابعة للداعية فتح الله غولن واتهموا الحركة بتنظيم هجوم إلكتروني ضد أردوغان لتشويهه أمام الشعب.
وعلق رئيس الوزراء الأسبق رئيس حزب "المستقبل" المعارض، أحمد داود أوغلو، ساخراً من إغلاق خاصية "التعليق" على البث المباشر لأردوغان قائلاً عبر "تويتر": "أجيب دائماً على كل أسئلة الشباب، ومن لا يزالون صغاراً على الموقع الخاص بي، علاوة على ذلك، خاصية "التعليق" مفتوحة لدي دائماً".
ردًا على انتفاضتهم.. السلطات التركية تعتقل الشباب المعارضين لقرارات "أردوغان"
في السياق ذاته، اعتقلت السلطات التركية اليوم 6 شباب بسبب ذكرهم كلمة "الفاشي" على هاشتاغ "لا تلمسوا مواقع التواصل الاجتماعي" من أجل وقف قوانين، يسعى حزب العدالة والتنمية لسنها من أجل السيطرة على حرية الرأي في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد واقعة "لا يعجبني" في البث المباشر على موقع "يوتيوب" للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ووفقاً لتقارير إعلامية، فإنه تم اعتقال الشباب والتحقيق معهم بسبب توزيع منظمات الشباب في أضنه منشورات لدعم حملة "لا تلمسوا مواقع التواصل الاجتماعي"، فاعتقلت الشرطة الشباب الستة لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيق، وحوَّلت الشرطة الشباب إلى محكمة الجنح.
واتهم محافظ أضنه هؤلاء الشباب بنشر معلومات غرضها "تحريض الشعب على الكراهية والعداء"، والتآمر على النظام الحكام وتشويه الرئيس رجب طيب أردوغان، وكذلك الانضمام لتنظيم إرهابي وهو حركة الخدمة التابعة للداعية فتح الله غولن وهي قائمة من التهم الثابتة والتي يتم إلصاقها بكل معارض لحكم الرئيس التركي.
شعبية حزب أردوغان تشهد انهياراً غير مسبوق
كشفت استطلاعات للرأي عن تراجع حاد في الأصوات المحتمل أن يحصل عليها حزب العدالة والتنمية الحاكم في حال عقدت انتخابات مبكرة في البلاد، وأكدت مؤسسة "GENAR" لاستطلاعات الرأي والدراسات المجتمعية، أن الفترة المقبلة ستشهد تراجعاً عنيفاً لأصوات حزب العدالة والتنمية وأردوغان.
وأوضحت المؤسسة أن استطلاعها للرأي أكد أنه في الوقت الذي ستتراجع فيه أصوات حزب العدالة والتنمية بنسبة عنيفة، ستصعد أصوات حزب الشعب الجمهوري المعارض إلى أكثر من 30%.
وأشار إلى أن حزب الشعب الجمهوري حقق نجاحات مهمة في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، وأنه من المتوقع ارتفاع نسبة المصوتين له في الفترة المقبلة إلى أكثر من 30%.
واتفقت مؤسسة "MetroPOLL" للدراسات مع الاستطلاعات السابقة، حيث أجرت مقارنة بين استطلاعات رأي حول تأييد حزب العدالة والتنمية، ففي شهر فبراير الماضي كانت نسبة تأييد العدالة والتنمية فيه 33.9%، بينما تراجعت في شهر مارس الماضي إلى 33.7%، ثم إلى 32.8% خلال شهر أبريل، ثم إلى 30.7% في شهر مايو، ثم إلى 30.3% في شهر يونيو المنصرم.
كما تراجعت أصوات حزب الحركة القومية المتحالف مع أردوغان من 7.3% خلال شهر مايو الماضي إلى 6.2% في شهر يونيو.
أما حزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري، فقد كانت أصواته في شهر مارس 17.7%، بينما ارتفعت في شهر أبريل إلى 19.0%، ثم إلى 21.7% خلال شهر مايو، حتى وصلت إلى 24% خلال شهر يونيو.
أردوغان دمر حياتنا.. ولا توجد قوة تستطيع إجبارنا على انتخابه
يقول مسعود حشمت، 29 عامًا، لا أحد يستطيع إجبارنا على انتخاب أردوغان، وهو يعلم جيدًا أنه خسر أصوات الشباب التركي، فهل يستطيع مسؤول واحد إقناعنا بعكس ذلك، فأردوغان دمر حياتنا اقتصاديًّا وأمنيًّا وجعل منا شعبًا مكروهًا عربيًّا وأوروبيًّا فلا توجد قوة تستطيع إجبارنا على تلك الحياة التي فرضها علينا أردوغان ونظامه.
وتابع متسائلًا، ما المبرر الذي سيدفعنا لإعادة انتخاب أردوغان، فنحن نعاني من البطالة والفقر وعدم وجود فرص حقيقية ومعظم الشباب التركي يرغم في الهجرة والسفر بعيدًا، وإذا تحدثنا عن ملف الحريات فنجد أن كلًا منا معرض للاعتقال والإلقاء في غياهب السجون إذا ما كتب تغريدة على حسابه الشخصي ينتقد فيها أي موظف مسؤول في الحكومة التركية، ليجد نفسه فجأة متهمًا بالإرهاب وتهديد الأمن القومي للبلاد.
وأضاف: وعلى المستوى المعيشي فلا يوجد تركي واحد يستطيع أن يخبرك أنه متفائل، الأيام تزداد صعوبة والتضخم والأسعار ترتفع بشكل يومي، موضحًا أن أردوغان لم يحقق طفرة في الاقتصاد التركي، لن نسمح له بالبقاء وغير مجبرين على دفع ثمن أحلام أردوغان ومغامراته.
في السياق ذاته، يقول أنيس براق، 28 عاماً، الأوضاع الحقوقية مؤسفة، والأوضاع الاقتصادية مؤسفة، والأوضاع الأمنية مؤسفة فلماذا نعيد انتخابه.
وأضاف: نرى مئات الآلاف من الأتراك سنويًّا يبحثون عن فرصة للهجرة والحياة في بلدان أخرى، معظمهم من الأثرياء الذين يملكون القدرة على ذلك، أما نحن فمطالبون بالجلوس في تركيا نعاني لكي يستطيع أردوغان تحقيق أحلامه التوسعية ومغامراته المشبوهة في الدول العربية.
وتابع براق: منذ تمثيلية الانقلاب المزعوم ومنح الرئيس أردوغان الصلاحيات المطلقة التي جعلته يفعل ما يحلو له دون رقيب أو جهة تستطيع محاسبته وتزداد الأوضاع، أردوغان يتحدث دائمًا عن النهضة الاقتصادية التي تسبب بها، متناسيًا أن الشعب التركي بأكمله أسهم في تلك النهضة فلم يفعلها أردوغان وحده، أما الفشل والانهيار الاقتصادي غير المسبوق فقام به أردوغان فقط في أثناء محاولاته لتحقيق أحلامه ورغباته في السيطرة وإحياء زمن الدولة العثمانية الذي انتهى إلى غير رجعة.
يقول براق: أصدقائي من الأثرياء يبحثون دائمًا عن أوطان بديلة عبر شراء جنسيات دول أخرى، أو ضخ أموال في مشروعات في إحدى دول الاتحاد الأوروبي ليستطيعوا العيش في تلك الدول إلى الأبد، فرغم ثرائهم إلا أنهم لا يؤمنون على أنفسهم في العيش داخل تركيا، فلن يحميهم ثرائهم من التهم والاعتقال لأبسط الأسباب.
أما الفقراء فأصبحوا مثلهم كمثل السوريين اللاجئين يحاولون الهرب بشكل غير شرعي إلى اليونان وغيرها ليستطيعوا الحياة في أوروبا، هربًا من جحيم أردوغان واليأس الذي يشعرون به.