أبو حمزة المهاجر .. ناحر عنق الأبرياء باسم الدين

يعد الإرهابي أبو حمزة المهاجر والذي تولي قيادة تنظيم القاعدة في عام 2007 من النماذج التي ارتكبت أبشع الجرائم

أبو حمزة المهاجر .. ناحر عنق الأبرياء باسم الدين
صورة أرشيفية

منذ بداية الألفية الجديدة وبدأت الحركات والتنظيمات والجماعات الإرهابية في الانتشار بالمنطقة، والتي أفرخت بدورها نماذج بالغة الوحشية والتطرف، ويعد أبو حمزة المهاجر والمعروف أيضا باسم أبو أيوب المصري، أبرز تلك النماذج.
 
من هو؟

يعد أبو حمزة المهاجر من أشهر عناصر تنظيم القاعدة وهو مصري الجنسية وتولى قيادة فرع التنظيم في العراق عام 2007، بعد مقتل أبي مصعب الزرقاوي.


وكان هدف المخابرات المصرية في هذا التوقيت واسمه الحقيقي عبد المنعم عز الدين من محافظة الشرقية ولقبته الجماعات الإرهابية بداهية العراق.


وكان أبرز المتهمين في قضية طلائع الفتح المتعلقة بتنظيم القاعدة في مصر وقد هرب إلى اليمن قبل ضبطه، كما سبق وقاتل في أفغانستان، ورافق قادة تنظيم القاعدة القدامى وكان على مقربة من مجموعة الشرقية في تنظيم الجهاد وكان أحد أبرز المقربين من أيمن الظواهري ومصطفى أبواليزيد، القيادي المصري بتنظيم القاعدة.

رحلة الإرهابي

واجه أبو حمزة ظروفا قاسية للغاية بعد سفره من مصر لإحدى الدول العربية، وبعدها توجه إلى اليمن والتقى هناك بأبو صالح المصري وهو إرهابي مصري من محافظة الشرقية وكان يشغل منصب المسؤول الأمني في تنظيم القاعدة باليمن.


وخلال تواجده في اليمن عمل مع أبو صالح في تجارة السلاح وبعد فترة زمنية زور له جواز سفر باسم شريغدف هزاع لتسهيل دخوله العراق، وتزامن سفره مع وصول أبو مصعب الزرقاوي.


وفي العراق التقى أبو حمزة مع أبو مصعب مع أبوعزام الأنصاري العراقي، حيث تم تكوين جماعة التوحيد والجهاد عام 2003، وأقنعوا الزرقاوي بإعلان المبايعة لتنظيم القاعدة حتى أصبحوا فرع التنظيم في العراق.


وسريعا ما تحول أبو حمزة من القيادات العسكرية البارزة في التنظيم، وحضر معارك الفلوجة الأولى والثانية، وفي عام 2006 قتل أبومصعب الزرقاوي فتم اختيار أبو أيوب المصري، والذي تم تغيير لقبه إلى أبي حمزة المهاجر، حتى لا يتم تتبعه وقتله كما قتل الزرقاوي.

بداية جديدة

وكان مقتل الزرقاوي بداية جديدة ومرحلة أخرى في تطرف أبو حمزة الذي تولى إمارة التنظيم في فترة حرجة للغاية.


وتوالت التصادمات خلال هذه الفترة بين التنظيمات الإرهابية والولايات المتحدة الأميركية التي صنعت الصحوة العشائرية والعراقية ودخلت في مواجهات مع تنظيم القاعدة، فكون أبو حمزة حلفا يسمى المطيبين، حيث تعهدوا هو ومجموعته بالقتال والجهاد حتى النهاية، وبعدها بأيام تم إعلان تنظيم دولة العراق الإسلامية "داعش" وضم جميع مقاتلي تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وتنازل المصري عن منصبه أميرا للتنظيم وبايع العراقي أبوعمر البغدادي لكي يكون واجهة يعمل من خلالها، وتم حل التنظيم السابق وأرسل رسالة إلى مصطفى أبواليزيد القيادي في القاعدة أبلغه بالتطورات. 


وتولى أبو حمزة منصب وزير الحرب في التنظيم الجديد، وكان مرافقا دائما لأبي عمر البغدادي، وأصبح خبير متفجرات عالي المستوى ويصنع المتفجرات، واستطاع أن يعوض ما كان يرى أنه خسارة أبي مصعب الزرقاوي، ليكون مقتل أبو أيوب المصري لاحقا هو الخسارة لتنظيم القاعدة.

نهاية أميركية


وبعد انتشار داعش في العراق وقعت الخلافات بين قادة من الجماعات السنية وجماعات المقاومة، وفقد التنظيم كثيرا من المناطق التي سيطر عليها، ولاقى انتقادات من تنظيم القاعدة نفسه، ما جعل المصري يراسل جماعة أنصار الإسلام وهي واحدة من أفرع القاعدة وعرض عليهم المناصب، خصوصا جميع المناطق التي كان يتم السيطرة عليها بما فيها منصب الوالي.


وفي إبريل من عام 2010، تم اكتشاف مخبأ أبو حمزة والبغدادي، وحدث ذلك من خلال القبض على شخص يدعى مناف الراوي الذي كان واليا لبغداد في التنظيم، فأرشد على المراسل الشخصي الذي ينقل الرسائل لهما، وحاصرت القوات الأميركية مكان تواجدهما ونتيجة للمقاومة اضطرت القوات الأميركية إلى قصف منزلهما وتسويته بالأرض.


وأعلنت الحكومة العراقية مقتل الثنائي أبو حمزة وأبو عمر البغدادي.