محللون يكشفون: إغلاق مخيمات داعش يتطلب تكامل جهود دولية للحد من مخاطر التطرف

محللون يكشفون: إغلاق مخيمات داعش يتطلب تكامل جهود دولية للحد من مخاطر التطرف

محللون يكشفون: إغلاق مخيمات داعش يتطلب تكامل جهود دولية للحد من مخاطر التطرف
مخيمات داعش

في ظل جهود متواصلة لمكافحة التطرف في العراق وسوريا، تواجه الدول المعنية تحديات كبيرة في إغلاق مخيمات داعش وإعادة تأهيل الأسر التي كانت تقيم فيها. هذه المخيمات التي تضم آلاف النازحين وعائلات مقاتلي داعش السابقين تمثل تحديًا مستمرًا، ليس فقط من ناحية الأمن، ولكن أيضًا من منظور اجتماعي ونفسي.

إغلاق المخيمات

تعتبر مخيمات داعش في العراق وسوريا من أبرز بؤر التطرف، حيث يُعتقد أن العديد من الأطفال والنساء الذين عاشوا فيها قد تعرضوا لأفكار متطرفة ساعدت في نشر الفكر الداعشي. 
رغم محاولات الإغلاق التدريجي للمخيمات، إلا أن عمليات الإخلاء تواجه مقاومة كبيرة من بعض سكان المخيمات الذين ما يزالون يرفضون العودة إلى مجتمعاتهم الأصلية بسبب التهم الموجهة إليهم. 


وفي العديد من الحالات، لا تزال هناك مخاوف من أن هؤلاء الأشخاص قد يعاودون الانخراط في الجماعات المتطرفة.

إعادة التأهيل والتحديات النفسية

إعادة تأهيل الأطفال والنساء الذين نشأوا في هذه المخيمات تمثل تحديًا نفسيًا واجتماعيًا هائلًا، حيث إن العديد من هؤلاء الأطفال تعرضوا لتلقين أفكار متطرفة منذ سن مبكرة، مما يجعل من الصعب إعادة دمجهم في المجتمع المدني. 


منظمات حقوق الإنسان تدعو إلى استراتيجيات تأهيلية شاملة تشمل التعليم والتوعية المجتمعية، في محاولة لمكافحة تأثيرات الفكر المتطرف الذي قد يستمر في تأثيره على هذه الفئات.

مخاطر التطرف المستمرة

على الرغم من هزيمة تنظيم داعش في معظم الأراضي التي كانت تحت سيطرته، إلا أن المخاطر المتعلقة بتطرف أفراد من المخيمات ما تزال قائمة، وهناك خشية من أن يعود بعض هؤلاء الأفراد إلى الانضمام إلى الجماعات الإرهابية أو تجنيد آخرين في صفوفهم.

 ويعزز هذه المخاوف، نقص التنسيق بين الحكومات المحلية والدولية في كيفية التعامل مع هذه الفئة بشكل فعال؛ مما يجعل من الضروري تعزيز برامج المراقبة والتأهيل بشكل عاجل.

ختامًا


إن إغلاق مخيمات داعش وإعادة تأهيل الأفراد الذين تأثروا بالفكر المتطرف يعد أمرًا بالغ الأهمية في سبيل تحقيق الاستقرار في العراق وسوريا، ومع ذلك، تبقى التحديات الأمنية والنفسية معركة مستمرة، يتطلب التصدي لها استراتيجيات متكاملة من قبل الحكومة والمجتمع الدولي لضمان عدم عودة التطرف مجددًا.

محلل عراقي: "إغلاق مخيمات داعش يتطلب استراتيجية شاملة لتفادي مخاطر التطرف المستمرة"

وأكد المحلل العراقي المختص بالشؤون الأمنية، أحمد الجبوري، أن إغلاق مخيمات داعش في العراق وسوريا يمثل خطوة هامة نحو استعادة الأمن والاستقرار، لكنه شدد على أن هذه الخطوة تتطلب استراتيجية شاملة لضمان عدم تجدد التطرف. 

وقال الجبوري - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن المخيمات أصبحت بؤرًا لتراكم الفكر المتطرف، ويجب أن تشمل عملية الإغلاق برامج تأهيل نفسي واجتماعي لتمكين العائلات من العودة إلى مجتمعاتهم بشكل آمن.

وأشار الجبوري، أن التحدي الأكبر يكمن في إعادة دمج الأطفال والنساء الذين نشأوا في هذه المخيمات، حيث يجب وضع آليات خاصة للتعامل مع هؤلاء الأفراد، لتفادي تحولهم إلى بيئة خصبة لتجديد التطرف. كما حذر من أن استمرار العوامل الاجتماعية والاقتصادية السلبية في مناطق العودة قد يزيد من مخاطر التوترات الأمنية.

ودعا الجبوري إلى ضرورة تعزيز التعاون بين الحكومة العراقية والقوات الدولية لضمان تنفيذ برنامج شامل يشمل المراقبة، التأهيل، وإعادة الإدماج بشكل يتماشى مع حقوق الإنسان ويضمن عدم عودة التطرف في المستقبل.

فيما أكد المحلل السياسي السوري، محمود الخطيب، أن إغلاق مخيمات داعش في سوريا يعد خطوة هامة في محاولة للحد من الفكر المتطرف، لكنه حذر من أن هذه الخطوة تحتاج إلى استراتيجيات شاملة لاحتواء مخاطر التطرف التي قد تظل قائمة.

 وفي تصريحاته للعرب مباشر، أوضح الخطيب، أن هذه المخيمات أصبحت مرتعًا لتكاثر الأيديولوجيات المتشددة، وهو ما يجعل من الصعب إغلاقها دون التأكد من إعادة تأهيل قاطنيها.

وأضاف الخطيب، أن جهود إعادة التأهيل يجب أن تتضمن برامج نفسية واجتماعية لتعويض الأضرار التي لحقت بالأطفال والنساء الذين نشأوا في بيئة داعمة للأفكار المتطرفة، مشيرًا إلى ضرورة توفير فرص التعليم والعمل للمساعدة في إعادة إدماجهم في المجتمع.

كما أشار أن المخاوف لا تقتصر على الأفراد داخل المخيمات فقط، بل تمتد إلى إمكانية تجنيدهم من جديد في صفوف الجماعات المتطرفة، وشدد الخطيب على أهمية التنسيق بين الحكومة السورية والدول الإقليمية والدولية لتحقيق حلول طويلة الأمد ومكافحة أي محاولات لإعادة إحياء التنظيمات الإرهابية في المنطقة.