الاغتيالات... سلاح الإخوان لتركيع جنوبي اليمن وإسقاط عدن
تنتهج جماعة الإخوان في اليمن سياسة الاغتيالات
اتخذ إخوان اليمن على مدار السنوات الماضية من العنف ونشر الفوضى وسيلة مُثلَى للوصول إلى السلطة وتحقيق أهدافهم في اليمن.
اعتمد الإخوان على اغتيالات القيادات العسكرية والأمنية الفاعلة من قوات الدعم والإسناد والحزام الأمني في محاولة لتلافي عجزهم في تركيع الجنوب.
وفي 2020 كانت حصيلة هذه الاغتيالات نحو 8 جنود وضباط من القوات الجنوبية في عدن وأبين والضالع.
وكشفت هذه الاغتيالات عن التنسيق الميداني الذي يتم بين تنظيمات إرهابية مثل القاعدة وداعش مع الإخوان وحزبهم الإصلاح، كما عمل الإخوان من جانب آخر كذراع للحوثيين في المناطق الجنوبية، لمساعدة الميليشيات المدعومة من إيران في نقل عناصر وقيادات متطرفة إلى عدن والجنوب اليمني، وكذلك إلى مأرب في وسط البلاد.
مصادر يمنية أكدت أن أجندة الإخوان هي إثارة الفوضى لإرباك التهدئة التي يسعى إليها التحالف العربي، وإيجاد موطئ قدم لتركيا، حليفة الإخوان ومحركهم، في المدن المطلة على بحر العرب وباب المندب.
اغتيال الجعدني لتعطيل جهود التهدئة
واستهدفت مجموعة مسلحة من عدن القيادي العسكري اليمني حيدرة جبران الجعدني، لدى خروجه من منزله بحي المنصورة، حيث أفادت المصادر في الحي بأن الجعدني أصيب بعدة أعيرة نارية، وتم نقله إلى المستشفى، إلا أنه فارق الحياة متأثرًا بجروحه الخطيرة.
ويعد الجعدني أحد أبرز الشخصيات الاجتماعية في الجنوب اليمني، وخصوصًا في مديرية الوضيع في محافظة أبين، فقد كان الرجل واحدًا من مؤسسي الحزام الأمني في عدن خلال السنوات الماضية قبل أن يعتكف في منزله مؤخرا.
كما شارك الجعدني كقيادي في معركة السيطرة على عدن عام 2015 ضد الحوثيين، وكان يشغل منصب مدير الرقابة والتفتيش في قوات الحزام الأمني.
نجاة قائد اللواء التاسع من تفجيرات الإخوان
نجا قائد اللواء التاسع صاعقة، فاروق الكعلولي، من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة زرعتها خلايا إخوانية على قارعة طريق الحسوة في عدن، لاستهداف موكب القائد اليمني، في العام الماضي بعدما تمكن الرجل من نشر قواته في طور الباحة شمالي لحج، لمنع توغل ميليشيا حزب الإصلاح والحشد الشعبي.
في ذلك الوقت، اغتالت ميليشيات الإخوان الإرهابية الملازم أول جمال التينة الكازمي، أحد منتسبي قوات العاصفة، بعد اختطافه وتصفيته ورميه في أحد الشوارع كسياسة للترهيب.
اغتيالات أبين
وفي محافظة أبين، اغتيل رئيس عمليات ألوية الدعم والإسناد بالمحافظة، عقيد عوض السعدي، والقيادي الميداني عبدالمجيد بن شجاع، و3 جنود آخرين، نتيجة استهدافهم بالطيران التركي المسير في هجوم غادر، أثناء عملهم على ترتيب تموضع القوات الجنوبية ببلدة "الطرية"، ضمن جهود التهدئة المدعومة من التحالف العربي.
واغتيل أيضا قائد الحزام الأمني في القطاع الشمالي لمديرية قعطبة، العقيد حاشد ريشان، في هجوم شنه مسلحون من الخلايا الإخوانية، وتسبب الهجوم حينذاك في إصابة 3 آخرين من مرافقي ريشان، بينهم نجله وشقيقه بالعام الماضي.
وتشير التقارير إلى أن خلايا الإخوان الإرهابية نصبت كمينًا لتنفيذ الاغتيال في منطقة ريشان بمحافظة الضالع، قرب خطوط التماسّ مع ميليشيا الحوثي الإرهابية.
الترويج للانفلات الأمني
سعى الإخوان للترويج بوجود "انفلات أمني" في المناطق الجنوبية، من خلال تناول إعلامهم الإخواني لإخبار هذه الاغتيالات.
المجلس الانتقالي الجنوبي يكشف جرائم الإخوان
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي اتهم تنظيم الإخوان الإرهابي صراحة بالوقوف خلف الاغتيالات الإرهابية لقواته، مؤكدًا أن ذلك رد إرهابي إثر تضييق الخناق على خيارات حزب الإصلاح سياسيًا.
وقال المجلس في ذلك الوقت: إنه كلما "استشعر الإخوان السقوط، وكساد مشروعهم السياسي، اجتهدوا وبتوجيهات قيادتهم المقيمة في إسطنبول بتنشيط تجارة الإرهاب كأهم منتج للجماعة طيلة عمرها الأسود الممتد لعقود".
تعاوُن الإخوان والقاعدة لتنفيذ الاغتيالات
قال الإعلامي اليمني "عبدالخالق الحود" في تصريحات لـ"العرب مباشر": إن جماعة الإخوان في اليمن لم تعد تخفي علاقتها المباشرة بعناصر القاعدة وداعش، فهم يتحركون في مناطق سيطرتهم في شبوة ومأرب، بل إنهم اخترقوا الحكومة اليمنية .
وأشار الحود إلى أنه عندما يئس الإخوان من إمكانية عودتهم إلى شمال اليمن، بات هدفهم واضحًا ومعلنًا، وهو السيطرة على مناطق قريبة من باب المندب ومدن في جنوب اليمن المطلة على البحرين الأحمر والعربي، بينها عدن وشبوة والمكلا في حضرموت وجزيرة سقطرى.
محاولات الإخوان لاستنساخ السيناريو الليبي
وحذر الإعلامي اليمني من محاولات الإخوان لاستنساخ السيناريو الليبي في اليمن، لافتًا إلى أن ذلك المخطط إقليمي وأن الإخوان في اليمن يسعون لاستدعاء قوات تركية باسم الحكومة اليمنية للتدخل في اليمن، كما حدث في ليبيا تماما .
تابع "الحود"، أن الجنوبيين أدركوا هذا الأمر سريعًا، وتمكنوا من إفشال هذا المخطط، مضيفًا أنه في حال هزيمة الإخوان في أي مكان، يلجؤون مباشرة إلى استخدام عناصرهم الإرهابية للقيام بعمليات تفجير واغتيالات، وهذا ما يحدث الآن في جنوب اليمن، حيث ينشر الإخوان الدراجات والسيارات المفخخة وعمليات الاغتيال تستهدف القيادات والجنود من قوات المجلس الانتقالي.