تصريحات متضاربة لتمرير الهدنة وسط تفاقم الأزمة الإنسانية

تصريحات متضاربة لتمرير الهدنة وسط تفاقم في الأزمة الإنسانية

تصريحات متضاربة لتمرير الهدنة وسط تفاقم الأزمة الإنسانية
صورة أرشيفية

في تطور جديد للأحداث، كشف دبلوماسي عربي رفيع المستوى لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، عن تحقيق تقدم كبير في المحادثات الرامية لإقرار هدنة بين إسرائيل وحركة حماس.  


وأشار الدبلوماسي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إلى أن الوسطاء من قطر ومصر يرون أن الجهود المبذولة قد أثمرت هذا الأسبوع بعد فترة طويلة من الجمود. 
 
و وفقًا للمعلومات المتاحة، تتضمن الصفقة المقترحة ثلاث مراحل رئيسية، تبدأ بإطلاق سراح حوالي 40 من الرهائن من النساء وكبار السن والجرحى على مدى ستة أسابيع، تليها مرحلة تتعلق بإطلاق سراح الجنود، وأخيرًا، تسليم جثث القتلى. 
 
وأضاف الدبلوماسي، أنه من المتوقع أن تُعقد محادثات بين الجانبين خلال المراحل الأخيرة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. هذا الإعلان يأتي في تناقض مع تصريحات صادرة عن قطر، التي أكدت يوم الثلاثاء أن الطرفين "ليسا قريبين من اتفاق"، مما يعكس تعقيدات الموقف الراهن. 
 
من جهته، صرح ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، بأن الجانبين لم يتوصلا بعد إلى لغة مشتركة يمكن أن تحل الخلافات القائمة. وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار القصف المدفعي والغارات الجوية على قطاع غزة، الذي يشهد تفاقماً في الأزمة الإنسانية مع بداية شهر رمضان. 
 
وفي الوقت الذي يتبادل فيه الطرفان الاتهامات بتعطيل التوصل إلى هدنة، أفاد مصدر من حركة حماس، بأن الاتصالات والمشاورات مع إسرائيل مستمرة، في محاولة للتوصل إلى اتفاق ينهي العنف ويؤدي إلى تبادل الأسرى. 
 
*تعنت الطرفان يعطل جهود الوسطاء* 

من جانبه، يقول د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية: إن الجهود المبذولة من الوسطاء تقف عاجزة أمام تمسك إسرائيل وحماس بشروطهم المعلنة، فكل من الطرفين يسعى لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من الهدنة. 

وأضاف فهمي في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن الولايات المتحدة تعلم جيدًا الضغوطات التي تتعرض لها الحكومة الإسرائيلية في الداخل والتي تنعكس في ضغوط يمارسها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس الأمريكي جو بايدن، مضيفًا أن التطورات في الداخل الإسرائيلي هي الأكثر تأثيرًا في تعطل الوصول إلى هدنة حتى الآن. 
 
*استمرار الحرب يخدم "نتنياهو"* 

وتابع أستاذ العلوم السياسية: حتى الوقت الراهن لا يوجد هناك أمل في هدنة قريبة أو وقف لإطلاق النار في ظل إصرار إسرائيلي واضح على مواصلة العدوان خاصة مع الدعم الأمريكي غير المحدود الناتج عن الضغوط الإسرائيلية على الإدارة الأمريكية، خاصة مع إصرار نتنياهو على استمرار الحرب لمصالح شخصية حيث معرض هو وحكومته للمحاكمة فور توقف الحرب. 
 
*لا ضوء في نهاية النفق* 

في السياق ذاته، يقول الدكتور أسامة شعث، المتخصص في الشؤون الدولية، أن حتى الآن لا توجد مؤشرات على نجاح المفاوضات لتمرير الهدنة، مؤكدًا أن الأوضاع المأساوية في القطاع تزداد سوءًا، وليس هناك ضوء في نهاية نفق المفاوضات. 

وتابع في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن الحكومة الإسرائيلية تحاول أن تظهر كالطرف المسيطر في مفاوضات وقف إطلاق النار، مع رغبتها في فرض شروطها على الفصائل الفلسطينية، مؤكدًا على رفضها القاطع للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المحتجزين منذ 7 أكتوبر وعزمها على استخلاص فوائد من أي تهدئة في القتال. 

وأضاف شعث، أن الفصائل الفلسطينية وقادة حماس قد كشفوا عن رفضهم لأي حل لا يشمل تنازلات متكافئة، مؤكدًا على الحاجة إلى وقف لإطلاق النار يكون متوازنًا ومتفقًا عليه، لمنع أي طرف من تقديم تنازلات غير مبررة للطرف الآخر.