مصر تقود مفاوضات غزة.. هل تنجح القاهرة في إنهاء الحرب وإطلاق الأسرى؟

مصر تقود مفاوضات غزة.. هل تنجح القاهرة في إنهاء الحرب وإطلاق الأسرى؟

مصر تقود مفاوضات غزة.. هل تنجح القاهرة في إنهاء الحرب وإطلاق الأسرى؟
حرب غزة

كشف مسؤول مطلع على تفاصيل المفاوضات الجارية لإطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة، في تصريحات لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن مصر قد تولت الريادة في قيادة هذه المحادثات الحساسة. 

ويأتي هذا التطور بدعم من إسرائيل وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث يرى الطرفان أن القاهرة تمتلك القدرة على ممارسة ضغوط أكثر فعالية على حركة حماس للتوصل إلى اتفاق.
 
ومع استمرار الضغط العسكري الإسرائيلي في القطاع، تتزايد الآمال في إسرائيل بأن هذه الاستراتيجية تدفع حماس نحو قبول صفقة تنهي القتال، فيما بدأت فرق عمل إسرائيلية بالفعل مشاورات مع الوسطاء في القاهرة.

مصر في صدارة الوساطة: لماذا القاهرة؟

أوضح المسؤول المطلع، أن إسرائيل وإدارة ترامب فضلتا أن تتولى مصر قيادة مفاوضات إطلاق سراح الأسرى بدلاً من قطر، التي كانت تلعب دورًا بارزًا في الوساطة خلال الجولات السابقة. 

ويعود هذا التفضيل إلى الاعتقاد بأن مصر، بفضل علاقاتها الوثيقة مع مختلف الأطراف في المنطقة وقربها الجغرافي من قطاع غزة، تمتلك نفوذًا أكبر على حماس. وتتمتع القاهرة بتاريخ طويل في التوسط بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، مما يجعلها الخيار الأمثل لقيادة هذه المرحلة الحرجة من المفاوضات.

وأشار المسؤول، أن مصر تمارس ضغوطًا مباشرة على قيادات حماس، مستفيدة من قنوات الاتصال المباشرة مع الحركة، فضلاً عن دورها كوسيط موثوق لدى الجانبين. 

ويُعتقد أن هذا النهج قد يساهم في تسريع التوصل إلى اتفاق، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تشهد تصعيدًا عسكريًا مستمرًا في غزة. 

وفي هذا السياق، زار فريق عمل إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة يوم الأحد لإجراء مباحثات مع الوسطاء المصريين، في خطوة تعكس الجدية التي توليها إسرائيل لهذه الجولة من المفاوضات.

الضغط العسكري: استراتيجية إسرائيل لدفع حماس نحو التنازل

أبدى المسؤول تفاؤلاً حذرًا بشأن فعالية الضغط العسكري الذي تمارسه إسرائيل في قطاع غزة، مشيرًا أن هذه الاستراتيجية بدأت تؤتي ثمارها. 

وأوضح أن إسرائيل تعتقد أن التصعيد العسكري، الذي شمل عمليات برية مكثفة في مناطق سكنية داخل القطاع، يضع حماس في موقف ضعيف، مما قد يدفعها إلى إبداء مرونة أكبر في المفاوضات. 

وأشار، أن هناك مؤشرات على أن حماس ترغب في التوصل إلى صفقة تنهي القتال، خاصة في ظل الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي تكبدتها خلال الحرب المستمرة.

وأضاف المسؤول، أن إسرائيل ترى في استمرار الضغط العسكري وسيلة لتعزيز موقفها التفاوضي، حيث تسعى إلى فرض شروط تضمن تحقيق أهدافها الأمنية، بما في ذلك إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين وضمان عدم قدرة حماس على استعادة قوتها العسكرية. 

ومع ذلك، شدد على أن إسرائيل تدرك أهمية الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب، خاصة في ظل الضغوط الدولية المتزايدة لتحسين الوضع الإنساني في غزة.

دور الإدارة الأمريكية


لعبت الإدارة الأمريكية دورًا محوريًا في دفع مصر لتولي قيادة المفاوضات، حيث كثفت إدارة الرئيس دونالد ترامب ضغوطها لتأمين إطلاق سراح الأسرى الأمريكيين المحتجزين لدى حماس. 

وأشار المسؤول، أن هذه الضغوط تأتي بالتزامن مع زيارة مرتقبة لترامب إلى الشرق الأوسط، مما يعزز الحاجة إلى تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات. 

ويُعتقد أن واشنطن ترى في نجاح هذه المفاوضات فرصة لتعزيز صورتها كوسيط فعال في المنطقة، فضلاً عن تلبية مطالب عائلات الأسرى الأمريكيين.

كما أن الدعم الأمريكي لدور مصر يعكس الثقة في قدرة القاهرة على تحقيق انفراجة، خاصة في ظل العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وقطر، التي كانت تُعتبر الوسيط الرئيسي في الجولات السابقة. 

ويرى المحللون، أن هذا التحول في الوساطة قد يسهم في تغيير ديناميكيات المفاوضات، مع تركيز أكبر على تحقيق نتائج ملموسة في وقت قصير.

بين التفاؤل الحذر والتحديات المستمرة

أثارت الأنباء عن تولي مصر قيادة المفاوضات ردود فعل متباينة في الأوساط الإسرائيلية والفلسطينية. 

وفي إسرائيل، رحبت أوساط سياسية وعسكرية بهذا التطور، معتبرة أن مصر تمتلك النفوذ اللازم لدفع حماس نحو تقديم تنازلات. 

ومع ذلك، أعربت عائلات الأسرى عن قلقها من أن تطول المفاوضات دون تحقيق نتائج، مطالبة الحكومة الإسرائيلية بإعطاء الأولوية لإعادة أبنائها.

في غزة، رحبت قيادات حماس بدور مصر في الوساطة، لكنها جددت التأكيد على شروطها الأساسية، التي تشمل انسحابًا إسرائيليًا كاملاً من القطاع، وإنهاء الحصار، وبدء جهود إعادة الإعمار. 

وأكدت الحركة أنها لن تقبل بأي صفقة تستخدم كغطاء سياسي لاستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.
على الصعيد الدولي، رحبت الأمم المتحدة وعدد من الدول الأوروبية باستئناف المفاوضات تحت قيادة مصر، داعية إلى الاستفادة من هذه الفرصة لإنهاء الصراع. 

ومع ذلك، حذر دبلوماسيون من أن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد إسرائيل وحماس لتقديم تنازلات متبادلة، وهو أمر لا يزال غير مضمون في ظل التوترات المستمرة.