مقاتلين وليس أسلحة فقط.. في أوكرانيا الجميع يرفض الانضمام للجيش والقتال ضد روسيا

في أوكرانيا الجميع يرفض الانضمام للجيش والقتال ضد روسيا

مقاتلين وليس أسلحة فقط.. في أوكرانيا الجميع يرفض الانضمام للجيش والقتال ضد روسيا
صورة أرشيفية

على الساحة العالمية، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوجه رسالته باستمرار: في زياراته إلى واشنطن والعواصم الغربية الأخرى، ركز على الحفاظ على تزويد كييف بأسلحة وذخيرة وتمويل أكثر تقدمًا.

وبحسب شبكة "سي إن إن" الأميركية، فإن الجيش الأوكراني يواجه مشكلة في الموارد البشرية، في ظل اقتراب الحرب من نهاية عامها الثاني، ويحتاج الجيش الأوكراني إلى المزيد من القوة البشرية لمواصلة حرب استنزاف دموية ضد روسيا، الدولة التي يزيد عدد سكانها عن ثلاثة أضعاف سكان أوكرانيا.

تحدّ خطير

وفي مقال نشر مؤخراً، أقر القائد العسكري الأعلى في أوكرانيا، فاليري زالوزني، بأن تدريب وتجنيد القوات أصبح تحدياً خطيراً.

وقال: "إن الطبيعة المطولة للحرب، والفرص المحدودة لتناوب الجنود على خط التماس، والثغرات في التشريعات التي يبدو أنها تتهرب من الناحية القانونية من التعبئة، تقلل بشكل كبير من حافز المواطنين للخدمة مع الجيش".

واعترف المقال بحقيقة قاتمة: أوكرانيا تحتاج إلى المزيد من الأفراد الذين يرتدون الزي العسكري، وهي في حاجة إليهم الآن، حيث يرفض الكثيرون الآن الانضمام للجيش.

التجنيد الإجباري

وأكدت الشبكة الأميركية، أن هذه القضية محاطة جزئيا بالسرية الرسمية، ولا تكشف كييف علناً عن أهداف القوى العاملة لديها؛ كما أنها لا تكشف عن العدد الإجمالي للقتلى والجرحى، رغم أن الضحايا من الجانبين منذ فبراير 2022 يقدر عددهم بمئات الآلاف.

وتابعت: إن أوكرانيا تملأ صفوفها بالمتطوعين، ولكن لديها أيضًا نظام التجنيد الإجباري الذي يسمح للدولة بتجنيد الرجال في سن الخدمة العسكرية.

وأضافت: أن بعد الحرب الروسية واسعة النطاق، فرضت أوكرانيا الأحكام العرفية، والتي بموجبها يعتبر جميع الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما ملزمين بأداء الخدمة العسكرية ويمكن تعبئتهم ما لم يكونوا مؤهلين للحصول على تأجيل، وفي عام 2023، تم تحديث قواعد التسجيل العسكري لتشمل النساء، لكن هذه الإجراءات لم تصل إلى حد التجنيد الإجباري الكامل.

وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن الأحكام العرفية أدخلت قيودًا صارمة على السفر، حيث يُمنع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا بشكل عام من مغادرة البلاد، على الرغم من وجود مجموعة واسعة من الإعفاءات، تغطي كل شيء بدءًا من الآباء الوحيدين للأطفال الصغار وحتى الرياضيين المحترفين.

وأضافت: حين أنه من الصعب الحصول على صورة دقيقة لمدى استجابة الأوكرانيين للدعوة للخدمة في الجيش، فقد اعترف المسؤولون علناً بأن التهرب من الخدمة العسكرية وإنفاذ قواعد التعبئة يمثلان مشكلة.

وفي مؤتمر صحفي عُقد في 9 نوفمبر، قال المتحدث باسم دائرة الحدود الحكومية الأوكرانية أندريه ديمتشينكو: إنه خلال الأشهر العشرة الماضية، مُنع 43 ألف مواطن أوكراني من الخروج على الحدود.

وقال: "الأسباب كانت مختلفة، ولكن في الغالب لأنهم لم يتأهلوا".

قضية وجودية

وأكدت الشبكة الأميركية، أن التعبئة هي مسألة بقاء بالنسبة لأوكرانيا. فقد فشل الهجوم المضاد الذي طال انتظاره عبر جبهة واسعة في تحقيق أي اختراقات كبيرة على ساحة المعركة، وأصبح الدعم الغربي معرضاً لخطر التذبذب، وخاصة مع تحويل الأحداث التي شهدتها إسرائيل وغزة في الشهر الماضي الانتباه عن الصراع المطول في أوروبا.

وتحدثت CNN مع العديد من الأفراد في سن القتال للحصول على لقطات عن دوافعهم للقتال – أو لتجنب التجنيد، حيث قال الكثير منهم: "إذا استمرت الحرب... كما هي اليوم، فلا سبيل لتجنب التجنيد الإجباري".