كيف أصبح عام 2023 الحصاد الأسود على إخوان تونس؟
يعد عام 2023 الحصاد الأسود على إخوان تونس
عام 2023 اقترب على نهايته وهو ما كان بشكل عام سنة الحزن لدى جماعة الإخوان والفرح لدى الشعوب العربية، وفي تونس بشكل خاص كانت على موعد مع إنهاء حكم الظلام الاستبدادي لجماعة الإخوان ووضعهم في السجون التونسية.
وقد فتح مؤخراً ملفات عديدة كتبت شهادة وفاة الجماعة الإرهابية، وكان الرئيس قيس سعيد على منبر الحياة العام التونسية، مؤكداً بشكل كبير على إنهاء حكم الجماعة الإرهابية ودعم الحياة العامة ورفض تواجد الجماعة داخل الأوساط السياسية وبشكل خاص المجرمين منهم، حيث تعددت جرائم الإخوان في البلاد منتهكين حياة المواطنين.
سنة حصاد المر والدماء
2023 سجلت رقما قياسيا لخيباتهم وانكساراتهم وجعلتها سنة الحصاد المر، للجماعة بداية من كشف تونس لأكبر مخطط للانقلاب على نظام حكم الرئيس قيس سعيد، واعتقال أكبر رؤوس التنظيم في 14 فبراير، حيث تمثل المخطط الانقلابي في الإطاحة بنظام الرئيس قيس سعيد عن طريق تنصيب السياسي المقرب من الإخوان خيام التركي، في مخطط بتعليمات من زعيم التنظيم راشد الغنوشي.
ومن بعدها شكلت الجماعة الإرهابية مجموعات إجرامية لزعزعة الأمن، وقد عقدت عدة لقاءات لتحريك الشارع برفع الأسعار ونقص المواد الغذائية، والمواد الأساسية وبتتبع التحركات تم اعتقال أكثر من عقل مدبر للجماعة، وتورطت في هذه القضية قيادات إخوانية من الصف الأول مثل الغنوشي ونور الدين البحيري وعبد الحميد الجلاصي.
القبض على رأس الأفعى
في 17 أبريل اعتقلت قوات الأمن التونسي الغنوشي بعد مداهمة منزله وتفتيشه، على خلفية "التحريض والدعوة للفوضى والفتنة"، وقبل اعتقاله بيومين، قال الغنوشي، في خطاب أمام أنصاره، إن "استبعاد حزب النهضة من السلطة هو تمهيد للحرب الأهلية في تونس وبداية لانطلاقة الفوضى في البلاد"، وأضاف أن "تونس بدون النهضة والإسلام السياسي مشروع حرب أهلية".
كما أغلقت قوات الأمن مقار "النهضة" الإخوانية بعد تفتيشها، وتقرر حظر الاجتماعات بجميع مقرات الحركة في كامل مناطق البلاد، وأيضا حظر الاجتماعات بمقرات "جبهة الخلاص" الموالية للإخوان.
وفي 21 سبتمبر أصدر سعيد مرسوما للتدقيق في التعيينات والانتدابات المنجزة من 14 يناير 2011 "تاريخ سقوط نظام زين العابدين بن علي وصعود الإخوان" إلى 25 يوليو 2021 تاريخ نهاية حكم التنظيم.
وآخر القضايا المثيرة للجدل في تونس كانت فرار 5 عناصر خطيرة من سجن بضواحي العاصمة التونسية، والسجناء الفارون هم نادر الغانمي وعامر البلعزي وأحمد المالكي ورائد التواتي وعلاء الغزواني، وورد اسم عامر البلعزي أحد أبرز الفارين من السجن في التحقيقات المتعلقة باغتيال بلعيد والبراهمي، فهو من ألقى في البحر المسدسين اللذين استعملا في عملية الاغتيال، وفقا لاعترافاته.
ويرى الباحث السياسي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، طارق البشبيشي، أن الإخوان في معظم الدول العربية فقدت تواجدها السياسي والواقعي على الأرض، وفي تونس شهد العام الحالي نهايتهم والغنوشي مثل محمد بديع أصبحوا في السجون دون أدنى خطورة، وأصبحت قيادات الإخوان في تونس تخاف من الدولة وبالتالي شهدت 2023 على نهايتهم.
وأضاف البشبيشي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن الجماعة الإرهابية تمت هزيمتهم بالقاضية في تونس الشقيقة، فكانوا يمتلكون المشهد السياسي منفردين تقريبا لعدة سنوات حتى اكتشف المواطن التونسي حقيقتهم، والمواطن التونسي علم الكثير عن خطورة فكرهم وسلوكهم المعادي لتونس وشعبها، والإخوان خارج المشهد التونسي ولم يتبقَّ لهم سوى التحريض والتشويه.
ويرى الباحث السياسي التونسي، حازم القصوري، أن 2023 هي نهاية الإخوان وبداية بناء تونس الجديدة بعد عشرية سوداء شهد فيها شعب تونس المرار والاغتيالات، وعمليات تسفير لبؤر الإرهاب في العالم، وكذلك نشر أفكار طائفية.
وأضاف القصوري في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن 2023 كانت سنة التخبط لدى جماعة الإخوان، حيث حاولوا يائسين بكل الطرق استعادة الحكم من جديد عن طريق محاولة التخلص من الرئيس قيس سعيد وإنهاء مسار 25 يوليو 2021 الإصلاحي، وبالتالي فلا عودة لهم من جديد.