محلل سياسي مغربي: احتجاجات جيل زد تعكس أزمة ثقة بين الشباب والحكومة

محلل سياسي مغربي: احتجاجات جيل زد تعكس أزمة ثقة بين الشباب والحكومة

محلل سياسي مغربي: احتجاجات جيل زد تعكس أزمة ثقة بين الشباب والحكومة
احتجاجات المغرب

تشهد عدة مدن مغربية، منذ أيام، موجة جديدة من الاحتجاجات قادها شباب من جيل "زد"، الذين خرجوا إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم من تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة، في وقت تواجه فيه الحكومة ضغوطاً متزايدة لمعالجة الأزمات الاجتماعية التي تفاقمت خلال العامين الماضيين.

وقالت مصادر محلية: إن المظاهرات اندلعت في مدن الدار البيضاء، فاس، وطنجة، حيث رفع المشاركون شعارات تطالب بتحسين الأجور، وتوفير فرص عمل حقيقية، ومراجعة سياسات التعليم والإسكان، مؤكدين أن "الأجيال الجديدة تشعر بالتهميش وضعف العدالة الاجتماعية".

وتشير التقارير إلى أن السلطات الأمنية تعاملت بحذر مع المظاهرات، حيث انتشرت قوات الأمن في محيط الميادين الكبرى لتأمين المنشآت الحيوية، مع السماح للمتظاهرين بالتجمع في بعض المناطق لتجنب التصعيد.

من جانبها، أكدت الحكومة المغربية أنها تتابع التطورات عن كثب، مشيرة إلى أن الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية مستمرة، وأن هناك خططًا لخلق فرص عمل جديدة وتحسين الخدمات العامة ضمن رؤية التنمية الشاملة لعام 2035.

ويرى محللون، أن مظاهرات جيل زد تمثل تحولاً في شكل التعبير السياسي والاجتماعي في المغرب، حيث يستخدم الشباب وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم التحركات والتعبير عن مطالبهم، ما يجعل التعامل مع هذه الاحتجاجات يتطلب مقاربات جديدة تقوم على الحوار والاستجابة لمطالب الفئات الشابة قبل أن تتسع رقعة الغضب.

وقال المحلل السياسي المغربي د. عبد الرحمن الكتاني: إن الموجة الحالية من احتجاجات جيل زد في المغرب تعكس تصاعد فجوة الثقة بين الشباب والحكومة، في ظل تزايد الإحباط من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن هذه التحركات تعبّر عن جيل جديد لم يعد يجد نفسه في السياسات التقليدية.

وأوضح الكتاني -في تصريحات للعرب مباشر-، أن ما يميز هذه الاحتجاجات هو طابعها العصري والمنظم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما جعلها أكثر تأثيرًا وانتشارًا، لافتًا إلى أن جيل زد يستخدم لغة مختلفة وأدوات جديدة للضغط من أجل التغيير، بعيداً عن الأطر الحزبية والنقابية القديمة.

وأضاف: أن "الشباب المغربي يشعر بأن السياسات الحالية لم تواكب تطلعاته في التشغيل والتعليم والحياة الكريمة، وأن غياب قنوات فعالة للحوار جعل الشارع هو المنفذ الوحيد للتعبير"، مؤكدًا أن استمرار تجاهل هذه الأصوات قد يؤدي إلى تصاعد الاحتقان الاجتماعي.

وأشار المحلل إلى أن الحكومة مطالبة اليوم بتبني مقاربة تواصلية جديدة تقوم على الاستماع المباشر للشباب وإشراكهم في وضع السياسات، مشدداً على أن معالجة جذور الأزمة الاقتصادية والاجتماعية هي السبيل الوحيد لاستعادة الثقة وتجنب تفاقم الأوضاع خلال الفترة المقبلة.