خبير سياسي مغربي: احتجاجات جيل زد 212 جرس إنذار للحكومة لإعادة ترتيب الأولويات

خبير سياسي مغربي: احتجاجات جيل زد 212 جرس إنذار للحكومة لإعادة ترتيب الأولويات

خبير سياسي مغربي: احتجاجات جيل زد 212 جرس إنذار للحكومة لإعادة ترتيب الأولويات
مظاهرات المغرب

شهدت مدن مغربية عدة، أمس الأحد، احتجاجات واسعة نظمها شبان ينتمون إلى ما يعرف بحركة "جيل زد 212"، وذلك في واحدة من أبرز التحركات المناهضة للحكومة منذ سنوات.

 وجاءت هذه الاحتجاجات تحت شعار "المستشفيات قبل الملاعب"، في إشارة إلى رفض ما وصفوه بـ"الأولويات الحكومية الخاطئة" المتمثلة في ضخ الأموال في تشييد الملاعب واستضافة الأحداث الرياضية الدولية، مقابل تراجع الاستثمار في قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم.

وفي الدار البيضاء، كبرى مدن المغرب، تجمع المئات في إحدى الساحات الرئيسية ورفعوا شعارات منددة بالفساد وتجاهل الخدمات الأساسية، قبل أن تندلع مواجهات مع قوات الأمن عقب محاولة المحتجين إغلاق طريق سريع قريب.

 وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لحظات الاشتباك بين الشرطة والمتظاهرين، فيما بدت أعداد المشاركين لافتة مقارنة بتحركات احتجاجية سابقة.

وامتدت رقعة المظاهرات إلى ما لا يقل عن 11 مدينة مغربية، حيث خرج المئات من الشباب للتعبير عن رفضهم لسياسات الحكومة الاقتصادية والاجتماعية، مطالبين بزيادة الإنفاق على المستشفيات والمدارس بدلًا من الاستثمارات الضخمة في مشاريع الملاعب واستضافة كأس العالم.

وسلطت وسائل إعلام مغربية الضوء على أن هذه التحركات تأتي في وقت حساس تمر فيه البلاد بمرحلة استعدادات تنظيمية ورياضية كبرى، معتبرة أن هذه الاحتجاجات تمثل "جرس إنذار" حول أولويات الحكومة وضرورة إعادة ترتيبها بما يتماشى مع مطالب الشباب وتحديات المجتمع المغربي.

واعتبر الخبير السياسي المغربي د. عبدالإله بنعيسى، أن الاحتجاجات التي شهدتها مدن مغربية عدة بقيادة حركة "جيل زد 212"، تمثل جرس إنذار حقيقي للحكومة بشأن ضرورة إعادة النظر في أولوياتها الاقتصادية والاجتماعية.

وقال بنعيسى -في تصريحات لوسائل إعلام محلية-: إن تركيز الحكومة على ضخ أموال طائلة في تشييد الملاعب واستضافة الأحداث الرياضية الدولية، في مقابل تراجع الاستثمار في الصحة والتعليم، أشعل غضب فئة واسعة من الشباب الذين يرون في هذه السياسات "اختلالًا صارخًا في ترتيب الأولويات".

وأضاف لـ"العرب مباشر": أن خروج مئات الشباب في أكثر من 11 مدينة مغربية، بينهم العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء التي شهدت اشتباكات مع قوات الأمن، يعكس تراكم الإحباط لدى الأجيال الجديدة، لاسيما مع ما يواجهونه من بطالة وضعف خدمات أساسية في المستشفيات والمدارس.

وأوضح الخبير، أن هذه التحركات الشبابية، التي حملت شعار "المستشفيات قبل الملاعب"، يجب أن تُقرأ بجدية من قبل صانعي القرار، لأنها تعبّر عن تحول نوعي في أسلوب التعبير عن المطالب الاجتماعية في المغرب، مؤكدًا أن أي تجاهل لها قد يؤدي إلى اتساع رقعة الاحتجاجات مستقبلًا.

وختم بنعيسى بالقول: إن "جيل زد 212" ليس مجرد حركة احتجاجية عابرة، بل انعكاس لوعي جديد لدى الشباب المغربي، يستند إلى مطالب واقعية مرتبطة بالعدالة الاجتماعية وتحسين ظروف المعيشة، داعيًا الحكومة إلى فتح حوار مباشر مع ممثلي هذه الفئة وتبني سياسات أكثر توازنًا بين الرياضة والخدمات الأساسية.