محللون سياسيون فلسطينيون: الاحتلال يحاول فرض وقائع ميدانية جديدة في غزة

محللون سياسيون فلسطينيون: الاحتلال يحاول فرض وقائع ميدانية جديدة في غزة

محللون سياسيون فلسطينيون: الاحتلال يحاول فرض وقائع ميدانية جديدة في غزة
حرب غزة

تشهد الساحة الفلسطينية تصعيدًا خطيرًا مع تكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، ما يعزز المخاوف من مخطط لاحتلال القطاع وإعادة فرض السيطرة عليه.

وشنت الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية -خلال الساعات الماضية- سلسلة غارات عنيفة استهدفت أحياء سكنية ومخيمات للاجئين، أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا، معظمهم من المدنيين، فضلًا عن تدمير واسع للبنية التحتية والمنازل.

 وترافق ذلك مع توغل بري محدود على أطراف القطاع، وسط مؤشرات على استعدادات لعملية أوسع قد تمتد إلى مناطق مركزية.

مصادر فلسطينية حذّرت من أن التصعيد الحالي يهدف إلى فرض واقع جديد، عبر تهجير السكان قسريًا من بيوتهم ودفعهم نحو الجنوب أو خارج القطاع بالكامل، في ظل أوضاع إنسانية مأساوية تشمل انعدام الخدمات الأساسية ونقصًا حادًا في الوقود والمواد الغذائية والأدوية.

المنظمات الدولية والحقوقية أعربت عن قلقها البالغ من هذا المسار، مشددة على أن أي محاولة لاحتلال غزة أو تهجير سكانها تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، مطالبة بتحرك عاجل لوقف التصعيد وحماية المدنيين.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني د. سامر العالول: إن التصعيد الإسرائيلي المتواصل في قطاع غزة لا يهدف فقط إلى الضغط العسكري على الفصائل، بل يعكس مخططًا أشمل لإعادة احتلال القطاع وفرض واقع سياسي جديد بالقوة. 

وأوضح، أن ما يجري على الأرض من غارات مكثفة وتوغلات برية تدريجية يؤكد وجود استراتيجية ممنهجة تستهدف إنهاك السكان وتهيئة الأجواء لفرض حلول قسرية.

وأشار العالول -في تصريحات للعرب مباشر-، إلى أن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، من انقطاع الكهرباء والمياه وتدمير المستشفيات ونقص الغذاء والدواء، ليست نتيجة عرضية، بل جزء من أدوات الضغط الجماعي على المدنيين لإجبارهم على النزوح، معتبرًا ذلك جريمة حرب موصوفة وفق القانون الدولي.

وأضاف: أن هذا المخطط الإسرائيلي لا يمثل خطرًا على الفلسطينيين وحدهم، بل يهدد استقرار المنطقة بأسرها، محذرًا من أن استمرار العدوان بهذا الشكل سيدفع إلى انفجار أمني قد يمتد إلى جبهات أخرى. 

ودعا المجتمع الدولي إلى تحرك فوري وحاسم لوقف التصعيد ورفض أي محاولات لاحتلال غزة أو تهجير سكانها.

وأكد المحلل السياسي الفلسطيني حسن النجار، أن التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة يعكس توجهًا واضحًا نحو فرض وقائع ميدانية جديدة، قد تفتح الباب أمام مخطط لاحتلال أجزاء من القطاع أو السيطرة الكاملة عليه.

وأوضح النجار لـ"العرب مباشر"، أن كثافة الغارات الجوية والتوغلات البرية المحدودة تشير إلى أن إسرائيل تمهد لمرحلة أكثر خطورة، تهدف من خلالها إلى إنهاك المدنيين وإضعاف البنية المجتمعية، تمهيدًا لفرض حلول تتجاوز الإرادة الفلسطينية.

وأشار، أن الأوضاع الإنسانية في القطاع وصلت إلى مستويات كارثية، حيث يعيش السكان بلا كهرباء أو مياه صالحة للشرب، وسط نقص حاد في الأدوية والمواد الغذائية. 

واعتبر أن هذه السياسات ترمي لدفع السكان نحو النزوح القسري، وهو ما يعد خرقًا صارخًا للقانون الدولي.

وشدد النجار على أن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته ووقف هذا التصعيد فورًا، مؤكدًا أن استمرار العدوان لن يحقق الأمن لإسرائيل، بل سيؤدي إلى تعقيد المشهد الإقليمي وفتح جبهات توتر إضافية في المنطقة.