كلمة السر وراء التمويلات الخارجية في لعبة الأحزاب السياسية في تونس
توجد تمويلات خارجية للأحزاب السياسية في تونس
مسار ذهبت فيه تونس بعد عشرية سوداء حكمت فيها الجماعة الإرهابية البلاد، حيث يعتبر مختلفا تماما عن بقية المسارات التي ذهبت فيها المنطقة العربية من عنف وانفلات أمني. وبالرغم من وقف الحوادث الإرهابية التي أصبحت شيئاً غير متواجد تماماً واستطاعت الدولة الحد من خطورتها، ولكن تعود الأزمة في محورها إلى مستوى التمويلات الأجنبية التي تسببت في المس بنزاهة كل المحطات الانتخابية التي عرفتها البلاد منذ 2011.
سلسلة التمويلات في الانتخابات التونسية
التمويلات الأجنبية للأحزاب لدعم الحملات الانتخابية التي بدأت منذ 2011، و2014 و2019. والواقع أن العديد من الأطراف تلاحقها اتهامات التمويل الأجنبي وهذا أكدته حتى دائرة المحاسبات، وهي هيكل محلي يتابع حركة الأموال في الانتخابات.
انتخابات 2014 أكدت ذلك عندما تحصل أحد المرشحين الرئاسيين على مبلغ مليون دينار من الخارج لكن القضية بقيت في ملفات المحاكم، وكذلك الأمر بالنسبة إلى حزب نداء تونس الذي أكد القيادي فيه لزهر العكرمي في أكثر من تصريح إعلامي أن أموالا خارجية دخلت حسابات الحزب قبل انتخابات 2014.
ويمنع مرسوم الأحزاب في تونس في فصله التاسع عشر تلقي أموال بشكل مباشر وغير مباشر نقدي أو عيني صادر عن جهة أجنبية، وكل من يثبت تمويله، يمكن وفقا للفصل 28 من المرسوم ذاته تعليق نشاط الحزب السياسي في مرحلة أولى لمدة لا تزيد عن 30 يوما.
انتقادات رئاسية
ومؤخراً خرج الرئيس التونسي قيس سعيّد، ضعف الرقابة في بلاده على "التمويلات الأجنبية"، مشيرا إلى أنها تمس السيادة، وأوضح سعيّد أن جمعيات المجتمع المدني تعد بابا خلفيا للأحزاب السياسية، والعديد من الأحزاب تستغل هذه الجمعيات التي تقدم نفسها كمكونات للمجتمع المدني، من أجل الحصول على التمويلات من الخارج بطرق ملتوية سواء من الدول المشرقية أو الغرب، مشددا على سيادة الدولة التونسية واستقلاليتها أمام مساعي بعض الدول للتدخل في شؤونها.
تسريبات تفضح تمويلات الإخوان
وتأتي تصريحات سعيّد بعد أيام من توقيف الرئيس المؤقت لحركة النهضة الإخوانية منذر الونيسي على خلفية تسجيل صوتي مسرب كشف فيه عن قضايا فساد داخل الحركة، مؤكدا أن قادتها ما زالوا يتلقون الأموال من الخارج، وهو ما دعا سعيّد إلى ضرورة تطوير النص القانوني حتى تلعب هذه المؤسسة المالية دورها على أكمل وجه وكي تضطلع بدورها.
وتقول الإعلامية التونسية سعاد محمد: إن لا شيء ثابت فيما ينوي الرئيس التونسي قيس سعيّد الذهاب إليه في المرحلة المقبلة، وهناك ملفات كثيرة فتحها أمامه وتنتظر الحل، لكن المؤكد أن مسألة التمويل الأجنبي هي على رأس القضايا التي ينوي الذهاب فيها للأقصى.
وأضافت سعاد محمد: أن الرئيس التونسي كان يلمح في كل مرة بأن كل من ستثبت إدانته سيتحمل مسؤوليته، وإلى تقصير قضائي قد يفرض اتخاذ قرارات عبر المراسيم وفقا لما تمنحه له التدابير الاستثنائية التي يحظى عبرها بصلاحيات شبه مطلقة، وهو ما يؤكد وجود شبهات، وأشارت محمد إلى وجود تمويلات تأتي لجماعة الإخوان الإرهابية إلى الآن، ومن ثَم استخدامها في الإرهاب.