ما هي قوة تنظيم داعش في أفغانستان.. وهل يمكن القضاء عليه؟
تتصاعد قوة تنظيم داعش في أفغانستان
ما زال تنظيم داعش يهدد الحياة في أفغانستان، حيث يسيطر على عدد من القرى، في ظل فشل حركة طالبان الحاكمة في مواجهته.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أدى انفجار قنبلة إلى مقتل ما لا يقل عن 21 من المصلين، من بينهم رجل دين بارز، وإصابة أكثر من 30 آخرين في العاصمة الأفغانية خلال صلاة العشاء مساء الأربعاء، وذلك وفقًا لمسؤولي طالبان والسكان، ما دعا إلى تجديد التركيز على التهديد الذي يشكله تنظيم داعش على الشعب الأفغاني وحركة طالبان ذاتها.
أعمال إرهابية
الصحيفة الأميركية، أجرت مقابلات مع سكان منطقة خير خان في العاصمة الأفغانية كابول، حيث قال أحدهم: إن إمام الصلاة الذي قُتل، أمير محمد كابولي، كان خطيباً غير منتسب لأي فصيل، ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الانفجار الذي وقع يوم الأربعاء، لكنه جاء بعد أسبوع من إعلان تنظيم داعش في خراسان، المنافس لطالبان، مسؤوليته عن تفجير قتل رحيم الله حقاني، رجل الدين البارز المرتبط بطالبان.
وأشارت الصحيفة إلى أن العمل الإرهابي يعد الأحدث في سلسلة من الهجمات، نُسب الكثير منها إلى تنظيم داعش في خراسان، منذ أن سيطرت طالبان على السلطة في أفغانستان قبل عام.
ما هو تنظيم داعش خراسان؟
ووفقا للصحيفة الأميركية فإن تنظيم داعش في أفغانستان مرتبط بالتنظيم في العراق وسوريا، حيث سيطرت الجماعة المتطرفة الوحشية على مساحات شاسعة من الأراضي الواقعة تحت "الخلافة" المعلنة ذاتيًا في ذروة التنظيم أواخر عام 2014، مشيرة إلى أن داعش عرف بتجنيده العابر للحدود ودعمه للعنف، لكن تراجعت قوته بشكل حاد بعد أن طرده تحالف أميركي من آخر أراضيها في عام 2019، لكن التنظيم المتشدد وفروعه يواصلون شن هجمات وإذكاء العنف وعدم الاستقرار في الشرق وجنوب آسيا وإفريقيا.
وتابعت: إن تنظيم داعش في خراسان بدأ العمل في أفغانستان عام 2015، وقد أسسه الباكستاني حافظ سعيد خان، الذي كان قد بايع زعيم داعش آنذاك أبو بكر البغدادي في عام 2014، ويتألف في الأصل من مسلحين باكستانيين متمركزين إلى حد كبير في الشرق، بينما يقود داعش خراسان سناء الله غفاري، المعروف أيضًا باسم شهاب المهاجر، الذي ورد أنه موجود في شرق أفغانستان، وفقًا للأمم المتحدة.
وأكدت الصحيفة تراجع هجمات التنظيم بعد عمليات مكافحة الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة في معقل التنظيم في شرق أفغانستان بين عامي 2018 و2020، ومع ذلك، استمر تنظيم داعش في خراسان في شن هجمات على أهداف مدنية مثل المدارس وحفلات الزفاف، كما أسفر هجوم تبناه على مطار كابول الدولي أثناء الانسحاب الأميركي العام الماضي عن مقتل 13 جنديًا أميركيًا وحوالي 170 أفغانيًا.
فشل طالبان
وبحسب الصحيفة، فإن لدى حركة طالبان تاريخا من العلاقات الوثيقة مع تنظيم القاعدة المنافس الأبرز لتنظيم داعش، وعلى الرغم من تعهد قادة طالبان في اتفاق عام 2020 مع الولايات المتحدة بمنع أفغانستان من أن تصبح ملاذًا للجماعات الإرهابية، لكن مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة أميركية بطائرة بدون طيار في كابول الشهر الماضي يوضح أن العلاقات ما زالت مستمرة بين التنظيم والحركة.
وتابعت: إنه في المقابل، اشتبكت طالبان مع داعش خراسان تقريبًا منذ ظهور فرعها لأول مرة في أفغانستان، حيث تلتزم طالبان في الغالب بحركة ديوباندي داخل المذهب الحنفي السني، ما يساهم في إزكاء الخلافات الدينية والسياسية بين الجماعات.
وسبق أن قدرت الأمم المتحدة قبل استيلاء طالبان على السلطة، عدد مقاتلي داعش خراسان بنحو 1500 إلى 2200 مقاتل في مقاطعتي كونار وننجارهار، إلى جانب خلايا أصغر في أجزاء أخرى من البلاد.
وقالت الصحيفة الأميركية: إن زعماء داعش، الذين يعتقدون أن طالبان ليست متطرفة بما فيه الكفاية، استنكروا انتصارها العام الماضي بعد الانسحاب الأميركي.
وكان الخبراء ومسؤولو المخابرات حذروا الصيف الماضي من أن انتصار طالبان على الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة قد يدفع المسلحين المتطرفين من جميع أنحاء العالم إلى أفغانستان، حيث أطلق تنظيم داعش خراسان حملة إعلامية متعددة اللغات خلال العام الماضي لجذب المجندين، ما يعني إمكانية عودة تنظيم داعش مرة أخرى ليهدد العالم بقوة في ظل فشل طالبان في مواجهته.