من الإرهاب لمحاولات إعادة الإخوان ..معاداة أردوغان لمصر ...لا تنتهي
منذ ثورة 30 يوليو 2013، وإزاحة جماعة الإخوان الإرهابية من الحكم في مصر، تتعمد تركيا معاداة مصر بكل السبل، فضلا عن محاولة تشويه صورتها مرارا أمام العالم، وادعاء أحقية الجماعة في الحكم بطرق باطلة، وهو ما يتم الكشف عنه عدة مرات في وقائع مختلفة.
وفي آخِر تلك الأحداث، ظهرت تسجيلات مسربة لرئيس مكتب أردوغان، حسن دوغان، كبير موظفي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، راهن فيه على الفوضى في مصر بعد عزل الرئيس المعزول محمد مرسي.
فضيحة جديدة
وكشفت تلك التسجيلات التي نشرها موقع "نورديك مونيتور" السويدي المتخصص في تسليط الضوء على قضايا الإرهاب والتطرف، أن دوغان راهن على عودة كبيرة للإخوان بعد ثلاث إلى خمس سنوات من عزل مرسي الذي أطاحت به احتجاجات شعبية في 3 يوليو 2013، حيث قال: "إن شاء الله، أتوقع أن يؤدي هذا إلى انفجار كبير، وتغيير أكبر وأكثر ديناميكية في مصر في غضون ثلاث إلى خمس سنوات".
وترجع تلك المحادثة المسربة التي جرت بين دوغان وأسامة قطب، ابن شقيق المنظر الإخواني سيد قطب، إلى 4 يوليو 2013، أي بعد يوم واحد من الإطاحة بمرسي، حيث أوضح الموقع أن الرجلين كانا على ما يبدو يتباكيان ويندبان جراء إزاحة الإخوان من الحكم في مصر.
إخوان تركيا ومصر
كما قارن دوغان بين الإطاحة بالإسلاميين السياسيين الأتراك في أواخر التسعينيات وما حدث لمرسي، زاعما أن الجماعة في مصر ستعود بقوة مثلما فعل الإسلاميون في تركيا مع عودة أردوغان، حيث كان يقصد استقالة رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان، الذي كان يعتبر رمزا "تركيّاً" مشابها لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، من الحكومة الائتلافية عام 1997 تحت ضغط من الجيش.
ويرى أن طرد الإسلاميين من الحكومة التركية في تلك الحقبة كان نعمة مقنعة لأنهم لم يكونوا مستعدين لإدارة البلاد، معتبرا أن مرسي والإخوان المسلمين في مصر على عكس تركيا لم يكونوا مستعدين، كونهم كانوا يفتقرون إلى السيطرة على القضاء والجيش والمؤسسات الحكومية الأخرى، حيث قال خلال المكالمة: "لم يكن للفقير جيش ولا شرطة ولا حاكم ولا بلدية ولا سلطة قضائية ولا أحد".
ممارسات أنقرة ضد القاهرة
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها فضح واحدة من ممارسات تركيا المستمرة للإيقاع بالدولة المصرية وإيوائها لعناصر الإخوان الإرهابية، حيث سبقها تغذيتها للعديد من العمليات الإجرامية التي شهدتها مصر منذ الإطاحة بمرسي، وهو ما كشفت عنه الشرطة بأكثر من واقعة.
كما حاولت تركيا مضايقة مصر من خلال البلطجة فى البحر المتوسط والدخول إلى المياه الإقليمية تحت مزاعم حماية حقوق، وهو ما نددت به مصر وقبرص واليونان لأكثر من مرة، فضلا عن ادّعائها أن مرسي توفى في السجن جراء تعذيبه وحرمانه من الدواء.
وفي الآونة الأخيرة برزت أطماع تركيا الكبيرة، من خلال مساعيها للسيطرة على مدن سورية، والدخول العسكري لليبيا من أجل نشر الإرهاب والفوضى.
حرب شخصية
ومن ناحيته، أكد "محمد مصطفى"، المتخصص في الشؤون التركية، أن نظام أردوغان يعتبر جزءا من التنظيم الإرهابي العالمي، لذلك يعمل على فرض سيطرته في المنطقة العربية وتنفيذ مخططته الاستعماري بها، من خلال العديد من التجاوزات والانتهاكات والجرائم.
وأضاف مصطفى أن أردوغان يعتبر الزعيم الحقيقي لجماعة الإخوان الإرهابية، لذلك يهدف مع النظام القطري والإيراني السيطرة على إقليم الشرق المتوسط، وإزاحة الدول الفاعلة في المنطقة، وعلى رأسهم مصر لذلك أقدم على العديد من الجرائم الإرهابية و التجاوزات الدبلوماسية.
وفند الانتهاكات التركية ضد مصر، والتي كان آخرها محاولة نشر الإرهاب على الحدود المصرية الليبية، والحدود السورية المصرية أيضا، فضلا عن التدخل من اتجاه قبرص وسرق السيطرة عليها، بالإضافة لاتفاقية بين أردوغان والسراج غير المعترف بها، وهو ما جعل الموقف التركي واضحا بشدة أمام العالم بأنه خروج عن القانون الدولي وقانون البحار وعدم احترام للقواعد الدولية والمعاهدات والمواثيق.
وشدد على أن مصر تصدت لأردوغان بقوة دبلوماسية كبيرة، وتمكنت من وقف التمويل الإرهابي للجماعات فيها بصورة ملحوظة واستعادة الأمن والأمان بها، وهو ما منع الرئيس التركي من الفوز بالحرب الشخصية التي يقودها من خلال تحقيق هدف داخلي بأن ينصب حاكما للإقليم كله، وهو ما ظهر من خلال نبذ قادة العالم له بأكثر من محفل دولي.