تهديدات إيرانية واحتلال تركي لسوريا وداعش.. كيف يواجه العراق التهديدات الأمنية؟
تواجه العراق تهديدات إيرانية واحتلال تركي لسوريا وداعش
أسفرت عمليات مكافحة الإرهاب في الصحراء الغربية بالعراق عن مقتل زعيم تنظيم داعش مع تصاعُد التوترات الإقليمية عَبْر الحدود قُبيل عملية عسكرية تركية محتملة في شمال سوريا، بالإضافة إلى تزايُد نشاط الميليشيات الإيرانية المسلحة في المنطقة.
وبحسب موقع "المونيتور" الأميركي، كثف العراق في الأسابيع الأخيرة عمليات مكافحة الإرهاب في صحرائه الغربية ومناطق أخرى على رأسها محافظة الأنبار التي تقع على المنطقة الحدودية مع سوريا وسط مخاطر اندلاع وشيك للصراع في شرق سوريا.
الأمن العراقي
ووفقًا للموقع، فقد أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية المرتبطة بالحكومة في 19 يونيو أن عملية بالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة وأجهزة المخابرات أسفرت عن مقتل "والي" داعش، أو محافظ منطقة الأنبار و "ثلاثة من مرافقيه".
وقُتل الوالي، الذي قال البيان: إنه يحمل اسم أبو منصور، في صحراء الرطبة بعد عمليات متعددة في الأشهر الأخيرة من قبل جهاز مكافحة الإرهاب العراقي (CTS) في ذلك الجزء من أكبر محافظة بالعراق ولكن ذات كثافة سكانية منخفضة.
وكشف الموقع الأميركي، تفاصيل قيام جهاز مكافحة الإرهاب بإحدى هذه العمليات في صحراء الرطبة، حيث توقفت القوات في مخيمات الرعاة وطلبت معلومات، وفتشت الكهوف التي تم تحديدها عبر الإحداثيات التي كانت عليها علامات تواجُد مقاتلين مزعومين من داعش، ودمرت دراجات نارية وأشياء أخرى يبدو أن المقاتلين استخدموها في المخابئ الظاهرة التي تم العثور عليها.
وأكد الموقع، أن خلايا داعش في المنطقة استغلت تصاعُد العواصف الترابية في الأشهر الأخيرة، مما قلل بشدة من الرؤية والقدرة العملياتية للقوات العراقية لأيام متتالية، حيث تعرضت قاعدة عين الأسد للهجوم عدة مرات في السنوات الأخيرة، بشكل رئيسي من قبل ميليشيات عراقية غامضة يُعتقد أنها موالية لإيران وكذلك الميليشيات الإيرانية نفسها.
ميليشيات إيرانية
ووفقًا للموقع، فإن محافظة الأنبار لا تعمل فقط لحماية نفسها من خلايا تنظيم داعش، أو تهديد الميليشيات المسلحة المدعومة من سوريا على الحدود، فهي تواجه الميلشيات الإيرانية التي تعمل في المنطقة.
وبحسب مصادر عراقية مطلعة، فإن الجماعات المسلحة الإيرانية تثير غضب السكان، بسبب الممارسات العدوانية والعنف ضد السكان وعملها في تهريب المخدرات، ما يجعل الكثير من مدن المحافظة غير آمنة.
وتابعت المصادر أن معدلات البطالة المرتفعة والاستيلاء على الأراضي من قبل فصائل "المقاومة" التي تقودها إيران أدى إلى منع عشرات السكان المحليين من الاستفادة من أراضيهم الزراعية وأجبرت البعض على مغادرة المنطقة مرة أخرى بعد عودتهم بعد هزيمة تنظيم داعش أواخر عام 2017.
وأكد الموقع الأميركي أن محافظة الأنبار الحدودية بسبب تضاريسها الصحراوية إلى جانب تاريخها المتمثل في كونها معقلًا للجماعات الجهادية المتعددة والمشاكل الاجتماعية المرتبطة بالبطالة والتهريب عبر الحدود جعلها أرضًا خصبة محتملة لأي عمل إرهابي جديد، في ظل تجهيز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ميليشياته لاحتلال المزيد من الأراضي السورية القريبة من الحدود العراقية وإطلاق عناصر داعش فيها.
تهديد تركيا
وبحسب الموقع، فإن شمال المحافظة والذي يشترك في الحدود مع سوريا، شهد تأكيد قوات سوريا الديمقراطية (SDF) المدعومة من الولايات المتحدة والتي يقودها الأكراد منذ فترة طويلة بأن أي هجوم من تركيا على أراضيها سيؤدي إلى وقف العمليات ضد داعش للتركيز على القتال ضد تركيا.
وقالت تركيا في الأسابيع الأخيرة: إنها ستجري عملية أخرى قريبًا ضد قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا.
وأكد الموقع الأميركي، أنه في ظل الوضع الفوضوي لخلايا داعش في شمال سوريا، فقد أعلن قادة قوات سوريا الديمقراطية في الأسابيع الأخيرة أيضًا عن استعدادهم للعمل مع الحكومة السورية بقيادة بشار الأسد ضد تركيا.
وقال مصدر أمني عراقي: إن القوات الأمنية العراقية تعمل على هذه الجبهة أيضًا، لأن أي هجوم تركي على شمال سوريا، سيهدد الجميع، وقد يكون بداية لعودة تنظيم داعش في هذه المناطق.
وتابع "هناك أربع مناطق بالفعل تخضع لسيطرة بعض عناصر تنظيم داعش في شمال سوريا وتحديدًا في محافظة الرقة، ما يعني أن أي هجوم تركي سيمنح لعناصر التنظيم فرصة ذهبية للسيطرة على المحافظة بالكامل والدخول بسهولة للعراق كما حدث في الماضي".