أستاذ علوم سياسية: هناك تقارب بشأن عودة العلاقات المصرية الإيرانية
أكد أستاذ علوم سياسية أن هناك تقارب بشأن عودة العلاقات المصرية الإيرانية
جهود متواصلة لإعادة العلاقات بين مصر وإيران، حيث هناك ثمة مؤشرات وتقارير عديدة حول احتمالات تطبيع العلاقات بين مصر وإيران، ويبدو أن الطرفين يسعيان إلى إصلاح واستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما التي عانت من الجمود والتوتر طيلة العقود الأربعة الماضية.
الدَّفعة الحقيقية للحوار
وكشف تقرير لشبكة "رؤية" أن الدَّفعة الحقيقية للحوار بين مصر وإيران جاءت قبل عام تقريبا، وذلك من خلال وساطة عمانية مصحوبة بجهود عراقية من أجل تقريب العلاقة بين البلدين، حيث إن ثمة أحاديث حول احتمال عقد اجتماع بين السيسي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وهو ما يؤشر على أن المناقشات بين القاهرة وطهران قد أحرزت تقدمًا كبيرًا.
لقاء دبلوماسي
استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بمقر بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة بنيويورك وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبحث الوزيران قضية العلاقات الثنائية بين البلدين، واستكشاف المحددات والضوابط التي تحكمها، بما يؤدي إلى تطويرها على النحو الذي يحقق مصالح الشعبين تأسيساً على مبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد في بيان صحفي: إن اللقاء تطرق لاستعراض عدد من القضايا الإقليمية، حيث أكد الجانبان التطلع نحو الإسهام في تحقيق الاستقرار وتعزيز الأمن في محيطهما الإقليمي.
أزمات المنطقة
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري: إن تشابك وتعقد أزمات المنطقة بات يلقي بظلال خطيرة على حالة الاستقرار والأوضاع المعيشية لجميع شعوبها دون استثناء، وهو الأمر الذي يقتضي تعاون جميع دول الإقليم من أجل دعم الاستقرار وتحقيق السلام والقضاء على بؤر التوتر.
ووفقاً لبيان الخارجية المصرية، أكد وزير خارجية إيران على تطلع بلاده لتطوير علاقتها مع مصر، واستعادتها إلى مسارها الطبيعي الذي يتسق مع الميراث التاريخي والحضاري للدولتين، مشيراً إلى أن هذا اللقاء يمثل خطوة مهمة على مسار تطبيع العلاقات.
واتفق الوزيران على استمرار التواصل بينهما لمتابعة الحوار حول مختلف الموضوعات التي تهم البلدين على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي.
تقارب متوقع
يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية، إن هناك تقارباً بشأن عودة العلاقات المصرية الإيرانية أقرب من أيّ وقت مضى، بعد إزاحة العقبات الرئيسية، وهي الجناح المتشدد داخل السلطة في طهران الذي كان يرفض عودة العلاقات رغم مساعي الطرفين.
وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر": أن عودة العلاقات ستساعد على زيادة التبادل التجاري، والتعاون في مجال صناعة النفط، والبناء على المشاريع الاقتصادية وعودة السياحة الإيرانية، والتعاون في الملفات الساخنة في المنطقة وتهدئة الأوضاع، خاصة وسط ترافق ذلك مع عودة العلاقات السعودية الإيرانية.
وتابع: إن القرار المصري بالنسبة للسياسة الخارجية هو قرار وطني خالص لا يخضع لأي ضغوط خارجية، مشيرا إلى أن مصر تأخذ في الاعتبار فقط ما يفيد المصالح المُباشرة لها وما يخدم الأمن القومي لمصر.