"ناشيونال إنترست" تكشف أسباب احتفاء إيران بانتصار طالبان
احتفلت إيران بسيطرة طالبان علي أفغانستان
أكد تقرير لصحيفة "ناشيونال إنترست" الأميركية، أن عودة حركة طالبان المتطرفة للاستيلاء على السلطة في أفغانستان، لم يثر قلق جارتها إيران، بل احتفت طهران بعودة الحركة المتطرفة لأسباب عديدة.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من التناحرات العميقة بين الطرفين، وخاصة الاختلافات الدينية، بدت إيران أكثر ارتياحا لعودة طالبان إلى حكم جارتها أفغانستان.
توافُق ضد أميركا
ونوهت "ناشيونال إنترست" في هذا الصدد إلى أنه على الرغم من أن "طهران وطالبان اختلفا حول مجموعة واسعة من القضايا، إلا أنهما سرعان ما اتفقا على شيء واحد، وهو العداء تجاه الولايات المتحدة".
وذكرت الصحيفة الأميركية أن ”الولايات المتحدة هي العامل الأكبر الذي يؤثر على تصورات التهديد لكل من إيران وطالبان"، موضحة أن عقيدة الأمن القومي الإيراني ركزت على تحقيق الانسحاب الأميركي من المنطقة أكثر من مسألة عودة حركة متطرفة إلى حكم أفغانستان.
اتصالات طهران وطالبان
بل واعتبرت طهران أن مسألة "عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان هو أمر جيد بالنسبة للإيرانيين، خصوصا مع وجود اتصالات بين الطرفين في السنوات الأخيرة".
وحللت الصحيفة الموقف الإيرانى من طالبان قائلة: إن "سياسة إيران تجاه التطورات في أفغانستان وصعود طالبان لها سمتان رئيسيتان؛ الأول هو ما يمكن قراءته في تصريحات وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أن إيران تدعم المحادثات بين الأفغان لتشكيل حكومة شاملة".
وتابعت: "الأمر الثاني، الذي لم يصرح به المسؤولون الإيرانيون بوضوح، يرحب بنهج طالبان المعادي للغرب"، لافتة إلى أنه "هناك أدلة على أن مسؤولي طالبان قد زاروا إيران في السنوات الأخيرة، وقد يكون هناك تفاهم مشترك بين الجانبين حول مستقبل أفغانستان".
نهر هلمند
كما أشارت "ناشيونال إنترست" إلى أن "إيران ربما تكون قد استغلت طالبان في محادثاتها مع الحكومة الأفغانية السابقة في السنوات الأخيرة، لا سيما بالنظر إلى أن طهران وكابول اختلفتا بشأن تقاسم نهر (هلمند) الذي يعبر بين غرب أفغانستان وجنوب شرق إيران".
طاعة وتفانٍ
كما نوهت الصحيفة إلى أن "هناك تمييزا واضحا بين علاقات إيران مع المجموعات الإقليمية الأخرى التي تعمل بالوكالة عنها، وبين ما يحدث في أفغانستان"، موضحة أنه في لبنان والعراق، تقيم إيران "علاقة تفان وطاعة" مع وكلائها.
واستطردت: "لكن في أفغانستان، كانت لإيران علاقة متساوية مع طالبان، ومع ذلك، ليس هناك ما يضمن استمرار الجانبين في العمل معًا الآن بعد هزيمة خصمهما المشترك الولايات المتحدة".
كما أشار التقرير إلى إمكانية استخدام إيران لـ(لواء الفاطميون) كأداة فعالة لتنفيذ خططها وسط أفغانستان المتغيرة، وذلك في ظل غياب الولايات المتحدة".
تخويف المعارضين
كما حذرت الصحيفة الأميركية من أن "عودة طالبان يمكن أن تخدم إيران في الشأن الداخلي لها، من خلال تخويف المعارضين والناشطين السياسيين الذين عارضوا السياسات الإقليمية والداخلية للنظام في طهران".
وأشارت إلى أنه "بالنسبة لأولئك الذين رفعوا أصواتهم بصوت عالٍ في الشوارع ضد النظام في السنوات الأخيرة، فإن أفغانستان تمثل لهم قصة تحذيرية من أن يكون نفس المصير بانتظار إيران".
وأوضحت الصحيفة أنه "مع وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان مرة أخرى، ستقول إيران للناس إن عليهم تفضيل الأمن على الحرية".
وفي هذا الصدد، نوه التقرير إلى التغطية التي سبق وقدمتها وسائل إعلام رسمية على نفس السيناريو خلال تغطيتها الحرب ضد داعش، بعد أن وصل تهديد الإرهابيين إلى حدود إيران الغربية من خلال تواجدهم في العراق وسوريا".
وقال التقرير: "هذه المرة قد يضطر الإيرانيون إلى شراء حجة النظام.. ورغم أن الاقتصاد في حالة يرثى لها ويفتقر الإيرانيون إلى الحريات الاجتماعية والمدنية والسياسية، إلا أنهم يتمتعون بالأمن وهي سلعة ثمينة لا يمكنهم العثور عليها في بلدان أخرى في المنطقة".
تهديد لإيران
وفي الوقت ذاته، أكدت "ناشيونال إنترست" على أن طالبان قد تشكل خطراً فادحا على إيران، وقال التقرير: "لا ينبغي لأحد أن ينسى أن طالبان، على الرغم من إصرارها على أنها تتبنى البراغماتية لا يزال بإمكانها أن تشكل تهديدات كبيرة لإيران".
وأضاف: "بشكل عام، لا ينبغي لأحد أن يبالغ في تقدير دور إيران في التطورات الأخيرة في أفغانستان. وعلى الرغم من ترحيب إيران بالتغييرات الجديدة في جارتها، إلا أنها لعبت دورًا صغيرًا في إحداث التطورات التي حدثت إلى حد كبير نتيجة الإجراءات الأميركية".
واختتم تقرير الصحيفة الأميركية مؤكدا على أنه: "في غضون ذلك، بدأت إيران في اتباع سياسات جديدة من خلال اتصالاتها مع طالبان، ومع ذلك لا يزال الكثيرون متشككين فيما إذا كانت هذه التغييرات ستؤدي إلى نتائج إيجابية لطهران أو ما إذا كانت أفغانستان ستصبح تحديًا أمنيًا كبيرًا في المستقبل القريب".