الرسوم الأمريكية تعيد رسم خريطة التجارة العالمية.. والبرازيل ومصر بين الرابحين
الرسوم الأمريكية تعيد رسم خريطة التجارة العالمية.. والبرازيل ومصر بين الرابحين

في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية شاملة أثارت صدمة في صفوف شركاء الولايات المتحدة التجاريين وأربكت الأسواق العالمية، بدأت تلوح في الأفق ملامح رابحين محتملين من هذه القرارات، رغم أن المخاوف من ركود اقتصادي عالمي ناجم عن تلك الرسوم قد تحد من الفوائد المرجوة.
وأكدت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية، أنه في حين أن دولاً حليفة تقليديًا للولايات المتحدة مثل الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية وجدت نفسها ضمن قائمة المتضررين برسوم تفوق 20%، ترى دول أخرى منافسة، كالبرازيل والهند وتركيا وكينيا، أن هناك جانبًا مضيئًا يمكن استغلاله.
البرازيل تستفيد من الرسوم
وتابعت الوكالة، أن البرازيل، أحد كبار مصدّري المنتجات الزراعية في العالم، تمكنت من الإفلات نسبيًا من وطأة الرسوم الجمركية الأمريكية، حيث فُرضت عليها نسبة 10% فقط، وهي أقل بكثير من النسب المفروضة على دول أخرى.
ويُتوقع أن تستفيد البرازيل من الرسوم الصينية المضادة، التي قد تضرب قطاع الصادرات الزراعية الأمريكي؛ مما يفسح المجال أمام البرازيل لزيادة حصتها في السوق الصينية.
وباعتبارها دولة تستورد من الولايات المتحدة أكثر مما تصدّر إليها، فإن البرازيل تمثل نموذجًا للدول التي يمكن أن تستفيد من الحرب التجارية التي يشنها ترامب بالدرجة الأولى ضد الصين وغيرها من الدول ذات الفوائض التجارية الكبيرة مع واشنطن.
مصر والمغرب ممرات محتملة لاستثمارات جديدة
وتابعت الوكالة الدولية، أن دول مثل مصر والمغرب وتركيا وسنغافورة، التي تمتلك عجزًا تجاريًا مع الولايات المتحدة، قد تجد نفسها في موقع مميز مقارنة بدول مثل بنغلاديش وفيتنام، اللتين تُعدّان من أكثر الدول تضررًا، إذ فُرضت عليهما رسوم تصل إلى 37% و46% على التوالي.
وقال مجدي طلبة، رئيس مجلس إدارة شركة T&C Garments، وهي شراكة مصرية تركية: إن الرسوم الأمريكية لم تُفرض على مصر وحدها، بل استهدفت دولاً منافسة برسوم أعلى بكثير، معتبرًا أن هذه الخطوة تمنح مصر فرصة كبيرة للنمو، خصوصًا في قطاع المنسوجات الذي تنافس فيه دولاً مثل الصين وبنغلاديش وفيتنام.
تركيا تستعد للاستفادة
وأوضحت الوكالة أن تركيا، التي كانت قد تلقت ضربات موجعة في صادراتها من الحديد والألمنيوم بسبب الرسوم الأمريكية السابقة، ترى الآن فرصة لتعويض بعض خسائرها، خصوصًا في ظل المعاناة التي تعيشها دول أخرى بفعل الرسوم الجديدة.
وقد وصف وزير التجارة التركي عمر بولات الرسوم المفروضة على بلاده بأنها "أفضل السيئين" مقارنة بما فُرض على غيرها.
المغرب يراهن
أما المغرب، والذي يربطه بالولايات المتحدة اتفاق للتبادل الحر، فقد يجد فرصة سانحة لجذب الاستثمارات الأجنبية الراغبة في تصدير منتجاتها إلى السوق الأمريكية، خاصة مع فرض رسوم أقل نسبياً على وارداته.
إلا أن بعض المسؤولين المغاربة، الذين تحدّثوا لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويتهم، حذروا من أن الاستثمارات الصينية الكبيرة الأخيرة في المغرب، وعلى رأسها استثمار بقيمة 6.5 مليار دولار من شركة Gotion High Tech لإنشاء أول مصنع بطاريات ضخم في إفريقيا، قد تجذب انتقادات حادة من إدارة ترامب.
ومن جهته، قال رشيد أوراز، وهو اقتصادي في معهد السياسة العامة في الرباط: إن القطاعات المغربية مثل صناعة الطيران والأسمدة قد تتعرض لضغوط، رغم أن التأثير المباشر على الاقتصاد المغربي قد يكون محدودًا، نظرًا لكون السوق الأمريكية ليست الوجهة الأولى للصادرات المغربية.
لكنه أشار أن تداعيات الرسوم والركود المحتمل قد تؤثر في النمو الاقتصادي على المدى المتوسط.