معركة البيت الأبيض.. كيف أفلت والتز من الإقالة بسبب سيغنال غيت؟

معركة البيت الأبيض.. كيف أفلت والتز من الإقالة بسبب سيغنال غيت؟

معركة البيت الأبيض.. كيف أفلت والتز من الإقالة بسبب سيغنال غيت؟
إقالة والتز

عندما اندلعت فضيحة "سيغنال غيت"، كانت التوقعات تشير إلى أن مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز لن يصمد طويلاً في منصبه، خاصة مع غضب الرئيس دونالد ترامب من التسريبات التي كشفت معلومات حساسة عن ضربة عسكرية، ومع ذلك، لم يقدم ترامب على خطوة إقالته، رغم الضغوط الداخلية والخارجية، فما الذي حدث خلف الكواليس، وما الأسباب الحقيقية التي دفعت ترامب للإبقاء على والتز، رغم الأضرار السياسية التي لحقت بإدارته؟  


*ما الذي أغضب ترامب؟*


تعود جذور الأزمة إلى تسريب معلومات حساسة تتعلق بضربة عسكرية أميركية، حيث تم الكشف عن تفاصيل لم يكن من المفترض أن تصل إلى الصحافة، لكن السبب الحقيقي لغضب ترامب لم يكن مجرد التسريب بحد ذاته، بل اكتشاف أن والتز كان يمتلك رقم الصحفي جيفري غولدبرغ على هاتفه، وهو ما أثار تساؤلات داخل البيت الأبيض حول مدى حذر مستشاره في التعامل مع المعلومات الحساسة.  

وزادت مقابلة والتز مع لورا إنغراهام على قناة "فوكس نيوز" الأمور تعقيدًا، حيث بدا أنه يحاول تبرير الموقف دون تقديم إجابات واضحة؛ مما دفع ترامب إلى الشعور بأن مستشاره لم يكن يسيطر على الوضع كما ينبغي.  

وبحسب مصادر مطلعة داخل البيت الأبيض، فإن ترامب كان مستاءً بشدة من سوء إدارة والتز للأزمة، لكنه قرر عدم إقالته لأسباب تتجاوز الخطأ نفسه، فقد لعبت الحسابات السياسية والإعلامية دورًا رئيسيًا في قرار الرئيس، إذ كان ترامب مدركًا أن استجابته السريعة للضغوط قد تعطي خصومه فرصة للاحتفال بسقوط أحد رجاله البارزين، وهو أمر لم يكن مستعدًا لمنحه لهم بسهولة.  

*لماذا لم تتم الإقالة؟*


رغم كل ذلك، اختار ترامب عدم المضي قدمًا في إقالة والتز، وهو قرار لم يكن متوقعًا. ووفقًا لمصادر في البيت الأبيض، فإن هناك عدة أسباب دفعت الرئيس إلى التريث، من بينها، عدم منح الإعلام انتصارًا مجانيًا، حيث كان ترامب يدرك أن خصومه السياسيين ووسائل الإعلام الليبرالية سيرون في إقالة والتز دليلًا على ضعف إدارته، وهو ما لم يكن يرغب في منحه لهم، خصوصًا في هذا التوقيت الحساس.  

بالإضافة إلى التوازنات الداخلية في الإدارة، على الرغم من الخلافات بين والتز ومسؤولين كبار مثل نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو، فإن مستشار الأمن القومي ما زال يحظى بدعم بعض الأجنحة داخل الإدارة، مما جعل قرار الإقالة معقدًا.

من جانبهم، أكد مراقبون: لو أن هذه الأزمة وقعت خلال الولاية الأولى لترامب، لكان من المرجح أن يتخذ قراره بإقالة والتز فورًا،
لكن في هذه المرحلة، أصبح ترامب أكثر حذرًا في التعامل مع الأزمات الداخلية، خاصة تلك التي قد تؤثر على صورة إدارته أمام قاعدته الانتخابية.  

*خلافات داخل البيت الأبيض*


إلى جانب الضغط الإعلامي، كانت هناك توترات متزايدة بين والتز وكبار المسؤولين في الإدارة.

فقد أبدى ماركو روبيو، وزير الخارجية، انزعاجه من أسلوب إدارة والتز للأزمة، فيما نصح نائب الرئيس فانس مستشار الأمن القومي بـ"العمل بتعاون أكبر" خلال زيارة مشتركة إلى غرينلاند.

كما أن معسكر "أمريكا أولاً"، الذي يضم شخصيات نافذة مثل الإعلامي تاكر كارلسون والمستشار السابق ستيف بانون، لم يكن متحمسًا لوجود والتز في الإدارة منذ البداية. فالبعض يرى أن جذوره المحافظة الجديدة لا تتماشى تمامًا مع توجهات التيار الشعبوي الذي يقوده ترامب، لكنهم فضلوا الإبقاء عليه تفاديًا لمنح الإعلام العالمي فرصة للاحتفال بسقوطه.  

*مستقبل والتز في منصبه*


رغم تجاوز العاصفة الحالية، لا يبدو أن والتز في مأمن تام، فإدارة ترامب معروفة بتقلباتها، وقد يكون أي خطأ جديد كافيًا لإعادة النظر في مستقبله داخل البيت الأبيض. ومع استمرار التوترات داخل الإدارة، من المحتمل أن يواجه والتز تحديات إضافية في المرحلة المقبلة، خاصة إذا تكررت الأزمات المتعلقة بتسريب المعلومات.  

وفي النهاية، فإن احتفاظ والتز بمنصبه يعكس استراتيجية ترامب في مواجهة الضغوط السياسية والإعلامية، لكنه في الوقت ذاته مؤشر على صراعات داخلية قد تزداد حدة.