محلل سياسي فلسطيني: العملية البرية الإسرائيلية تخلق نزوحًا مأساويًا وأزمة إنسانية مركبة في غزة

محلل سياسي فلسطيني: العملية البرية الإسرائيلية تخلق نزوحًا مأساويًا وأزمة إنسانية مركبة في غزة

محلل سياسي فلسطيني: العملية البرية الإسرائيلية تخلق نزوحًا مأساويًا وأزمة إنسانية مركبة في غزة
حرب غزة

تتواصل معاناة المدنيين في قطاع غزة مع اتساع نطاق العملية البرية الإسرائيلية التي خلّفت أوضاعًا إنسانية بالغة الصعوبة، وسط موجات نزوح مستمرة للأهالي من مناطق القتال نحو مناطق يُعتقد أنها أكثر أمانًا.

وأفادت مصادر محلية، أن آلاف الأسر تركت منازلها تحت وطأة القصف العنيف والاشتباكات البرية، فيما لم تعد المدارس أو المستشفيات قادرة على استيعاب أعداد النازحين.

 ويضطر كثيرون إلى المبيت في العراء أو داخل مبانٍ مدمرة، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء.

منظمات الإغاثة الدولية والعربية حذرت من كارثة إنسانية وشيكة، مشيرة إلى أن البنية التحتية في غزة لم تعد تتحمل الضغوط الهائلة جراء العمليات العسكرية. 

كما أكدت أن استمرار نزوح السكان بهذا الحجم يفاقم من حجم المأساة، خصوصًا في ظل غياب ممرات آمنة تتيح وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم.

العملية البرية الإسرائيلية، التي توسعت في الأيام الأخيرة، دفعت الأمم المتحدة للتحذير من أن أكثر من ثلث سكان القطاع أصبحوا في حالة نزوح داخلي قسري، وهو ما يثير مخاوف متزايدة بشأن تفاقم الأزمة الإنسانية. 

في المقابل، ما تزال المطالبات الدولية مستمرة بوقف العمليات العسكرية وفتح ممرات آمنة لحماية المدنيين وتوفير الإغاثة العاجلة لهم.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني د. رامز أبو قعدة: إن “منذ انطلاق العملية البرية الإسرائيلية، تشهد غزة نزوحًا داخليًا متسارعًا وسقوط بنى تحتية حيوية، ما يفاقم من المعاناة ويهدد استمرار الحياة الطبيعية لأكبر عدد من المدنيين”.

وأوضح د. أبو قعدة -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن “العملية البرية لا تؤدي إلى تدمير عسكري فحسب، بل تُولّد أزمة إنسانية مركبة: نقص في الماء، الكهرباء، الرعاية الصحية، والغذاء، مع انهيار شبه كامل للمدارس والمستشفيات في المناطق المتضررة”. 

وتابع: “النازحون يعيشون في ملاجئ مؤقتة أو في العراء، ويخشى كثيرون الانتقال خوفًا من الخسائر التي قد يتعرضون لها أثناء الرحلة نحو ما يُفترض أنها مناطق آمنة”.

وأشار أبو قعدة إلى أن “غياب ممرات آمنة ثابتة وموثوقة لإدخال المساعدات الإنسانية يُعدّ من العوامل الأساسية التي تعرقل جهود إنقاذ الأرواح. كما أن الانقسام الفلسطيني الداخلي والخلافات السياسية تُضعِف القدرة على تنسيق الاستجابة الإنسانية”.

وختم قائلاً: إن “الأثر النفسي طويل الأمد لهذا النزوح الجماعي لا يُقدَّر بثمن: الأطفال والنساء والمسنون هم الفئات الأشد تضررًا، والذكريات المرتبطة بفقدان المنزل والأمان ستفرض تحديات ضخمة في مراحل ما بعد الصراع، سواء لإعادة الإعمار أو المصالحة المجتمعية”.