مستشار الرئيس الفلسطيني : إعمار غزة ليس مشروعًا هندسيًا بل قضية إنسانية ووطنية كبرى

مستشار الرئيس الفلسطيني : إعمار غزة ليس مشروعًا هندسيًا بل قضية إنسانية ووطنية كبرى

مستشار الرئيس الفلسطيني : إعمار غزة ليس مشروعًا هندسيًا بل قضية إنسانية ووطنية كبرى
حرب غزة

تتجه الأنظار مجددًا نحو قطاع غزة بعد توقيع اتفاق شرم الشيخ للسلام الذي أوقف العمليات العسكرية وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار النسبي، حيث بدأت التحركات السياسية والإنسانية تتكثف تمهيدًا لبدء عملية إعادة الإعمار التي تعد من أكبر التحديات في المرحلة الراهنة.

وبحسب مصادر دبلوماسية، تستعد مصر لعقد مؤتمر دولي خلال الشهر الجاري بمشاركة دولية واسعة من المانحين والمنظمات الأممية، لبحث آليات إعادة إعمار القطاع ووضع خطة متكاملة لعودة الحياة تدريجيًا إلى المدن والمناطق التي تضررت جراء الحرب الأخيرة.

المصادر أكدت، أن القاهرة تلعب دورًا محوريًا في تنسيق الجهود بين الأطراف الفلسطينية والداعمين الدوليين، مشيرة إلى أن مصر تسعى لأن يكون المؤتمر منصة توافقية تجمع بين البعد الإنساني والسياسي، وتضمن التزامات حقيقية من المانحين بعيدًا عن الوعود السابقة التي لم تُترجم إلى خطوات عملية.

من جانبها، رحبت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالمبادرة المصرية، واعتبراها خطوة مهمة نحو تثبيت الهدوء وتحريك عجلة التنمية، مؤكدين ضرورة أن ترافق عملية الإعمار خطوات ميدانية تضمن وصول المواد والمساعدات دون عراقيل.

في المقابل، يرى محللون أن التحدي الأكبر أمام إعادة الإعمار يتمثل في ضمان بيئة أمنية مستقرة داخل القطاع، وإيجاد آلية رقابة شفافة تضمن توجيه الأموال إلى مشاريع البنية التحتية والإسكان والصحة، بعيدًا عن التوظيف السياسي أو العسكري.

وقال محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية: إن مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار غزة المقرر عقده خلال الشهر الجاري، يعكس الدور المحوري الذي تقوم به مصر في دعم القضية الفلسطينية، وتنفيذ ما جاء في اتفاق شرم الشيخ للسلام الذي أنهى جولة الحرب الأخيرة في القطاع.

وأوضح الهباش -في تصريحات للعرب مباشر-، أن التحرك المصري السريع لعقد المؤتمر يجسد التزام القاهرة التاريخي تجاه الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الأولوية الآن هي إعادة إعمار ما دمرته الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع، في ظل دمار واسع في البنية التحتية ونقص حاد في الخدمات الأساسية.

وأكد، أن مصر باتت حجر الزاوية في جهود تثبيت السلام وإعادة الإعمار، مشيدًا بمساعيها لتوحيد المواقف العربية والدولية تجاه القضية الفلسطينية، وتوفير بيئة آمنة لبدء عملية الإعمار بشكل منظم وشفاف يخدم مصالح المواطنين ويعيد الحياة تدريجيًا إلى غزة.

وأضاف مستشار الرئيس الفلسطيني: أن السلطة الوطنية الفلسطينية ستشارك بفاعلية في مؤتمر القاهرة لعرض احتياجات القطاع وتحديد أولويات الإعمار، مؤكدًا أن العملية يجب أن تتم بإشراف فلسطيني رسمي وبمشاركة المنظمات الدولية لضمان العدالة والشفافية في توزيع الموارد.

وختم الهباش تصريحاته بالتأكيد على أن مؤتمر القاهرة ليس مجرد حدث إنساني، بل رسالة سياسية قوية تؤكد أن الاستقرار في غزة جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة، وأن مصر تواصل دورها التاريخي في رعاية السلام ودعم الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه المشروعة ويقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.