تصعيد إسرائيلي شمال الضفة.. عمليات عسكرية مكثفة ونزوح قسري للفلسطينيين
تصعيد إسرائيلي شمال الضفة.. عمليات عسكرية مكثفة ونزوح قسري للفلسطينيين

صعد الجيش الإسرائيلي من عملياته العسكرية شمالي الضفة الغربية، حيث اقتحمت قواته، بلدة طمون في محافظة طوباس، مدعومة بعشرات الآليات العسكرية، في خطوة تعكس نية الاحتلال توسيع نطاق عملياته التي تشهد تصاعدًا مستمرًا منذ أكثر من أسبوعين.
اجتياح واسع وحصار خانق
بدأت العملية العسكرية الإسرائيلية باقتحام مخيم جنين، حيث فرض الجيش حصارًا مشددًا على المنطقة، متبعًا سياسة التدمير الممنهج، عبر تفجير المنازل بحجة استخدامها من قبل المقاومة، وهي الاستراتيجية التي تم تعميمها على مخيمي طولكرم ونور شمس.
ويترافق الاجتياح البري مع تصعيد جوي مكثف، إذ تواصل طائرات الاستطلاع التحليق على مدار الساعة في أجواء جنين وطولكرم، بينما نفذت الطائرات المسيرة الإسرائيلية غارات متتالية؛ ما أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين خلال الساعات الماضية اثنان في الحي الشرقي لمخيم جنين، وثلاثة آخرين في بلدة قباطية جنوب جنين.
الاحتلال يوسّع عملياته نحو طوباس
في بيان رسمي، أكد الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته في شمال الضفة، مشيرًا إلى استهداف محافظة طوباس كجزء من استراتيجيته لتكثيف المداهمات. وزعم جيش الاحتلال أنه عثر على أسلحة وذخائر خلال عمليات التمشيط في المنطقة.
وجاء في البيان: بدأت قوات الكتيبة القتالية التابعة للواء بيسلاح عملياتها في قرية طمون، في إطار لواء منشيه، حيث تم العثور على بندقية من طراز M-16 ومخازن ذخيرة، وستستمر العمليات حتى القضاء على أي تهديد أمني".
نزوح قسري للفلسطينيين
في تطور خطير، أجبرت قوات الاحتلال عشرات العائلات الفلسطينية على إخلاء منازلها قسرًا في المناطق الجنوبية من بلدة طمون، ضمن سياسة تستهدف إفراغ المناطق المرتفعة المطلة على وادي الفارعة.
وقال ناجح بني عودة، رئيس بلدية طمون: "الاحتلال أجبر العديد من العائلات على مغادرة منازلها بالقوة، واستولى على مفاتيح المنازل، مطالبًا السكان بعدم العودة لمدة عشرة أيام على الأقل".
حصيلة دموية ومخاوف من تصعيد أوسع
أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين ومحيطه، المستمرة منذ 12 يومًا، عن استشهاد 24 فلسطينيًا، في ظل تزايد الخشية من ارتفاع حصيلة الضحايا مع استمرار القصف والاشتباكات المسلحة في المنطقة.
في المقابل، تتجه الأنظار إلى تداعيات هذا التصعيد، في ظل احتمالات امتداد العمليات إلى مناطق أخرى في شمال الضفة، مع استمرار الجيش الإسرائيلي في استخدام القوة المفرطة، وتصاعد عمليات الهدم والتشريد القسري، ما ينذر بتوتر متزايد في الأيام المقبلة.
وشملت الاقتحامات أيضًا قرى وبلدات في مدينة رام الله وسط الضفة.
وفي جنوبي الضفة، أصيب شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها منطقة جبل أبو رمان في الخليل، وشملت الاقتحامات مدينة حلحول وبلدة صوريف شمالي الخليل.
وبالتوازي مع الاقتحامات، أحرق مستوطنون مساء أمس السبت، مسجد قرية عرب المليحات في المعرجات شمال غرب مدينة أريحا، وفق ما أكدته منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو.
كما هاجم مستوطنون منزلا في منطقة خربة الطوبة بمسافر يطا في الخليل، وفقا لمصادر فلسطينية.
وعقب عملية طوفان الأقصى كثفت إسرائيل اعتداءاتها في الضفة الغربية؛ مما أسفر عن استشهاد أكثر من 900 فلسطيني وإصابة 6500 واعتقال 14 ألفا، بحسب بيانات رسمية فلسطينية.
في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي شمالي الضفة الغربية، تتوالى تحليلات الخبراء السياسيين حول دوافع وتداعيات هذه العمليات.
يرى بعض المحللين أن هذه التحركات قد تؤدي إلى تصعيد شامل في المنطقة، خاصة مع استمرار الاقتحامات والاشتباكات في مدن مثل جنين ونابلس.
من جانبه، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن العمليات العسكرية تستهدف ما وصفه بـ"المحور الإيراني" في المنطقة، مما يعكس بُعدًا إقليميًا لهذه التحركات.
في المقابل، حذرت حركة "حماس" من أن استمرار هذه العمليات والاغتيالات قد يؤدي إلى تصعيد المقاومة، داعيةً إلى توحيد الجهود لمواجهة ما وصفته بالعدوان الإسرائيلي.